فهد ابوحمد, يطلب من سواق الشيوخ"مرجان"يجيب له اسطوانات من البحرين والا الكويت والا من سوريا ولبنان إذا سافر مع عمانه, فيه اسطوانات ما توصل للرياض, يحب يسمع الاغاني زي ام كلثوم وفريد والصوت الخليجي, ماكان في سوق الاسطوانات الا اغاني بسيطة, ولو جمع ربعه في"روشن"بيتهم يشغل لهم اسطوانات الطرب عن طريق"البشتخته"- أو الشنطة, ينبسطون مرة. يوم ظهرت ألفية بن عمار اللي غناها سالم الحويل, تقاطوا علشان يشترونها, كانت غالية مرة عليهم وبعض الاحيان يطلعون للبر عشان يتونسون فيها. حمد ولده يربي حمام وحاط له صندقة في سطح بيتهم, وأبوه حاط الاسطوانات في كراتين موزيها علشان ما تخرب, بس حمد الله يهديه, إذا طير حمامة يأخذ الاسطوانات ويكسرها نصين" ويسفها" على الحمام عشان يطير أكثر والا ما يوقع على بيت "أم عزيل" اللي تعطينا قريض" كل ما شافتنا. بس الله يعين الجيران على حَمَام حمد واسطوانات أبوه, كل شوي طابة عليهم نص اسطوانة, بس ما يشتكون على أبو حمد ولا يقولون له شيء, في يوم العطلة طير حمامه مع الصبح "وسّف" له اسطوانة الا وهي على راس عبيّد ولد الجيران وشقت راسه وصب الدّم"واصفر"عليهم, أمهم زعلت كانت تبي تروح تشتكي لفهد أبو حمد, وزوجها قالها:"لو رحتِ تشتكين للجيران تراها"اللي بيني وبينك"انا مهبّول اروح لرفيق عمري وجاري اشتكيه". ابو حمد درا عن السالفة علمه راعي"الدكان- صالح"كل يوم يتجمعون في قرنه دكانه يتشمسون بالضحى, فهد مسك ولده"ورنه رن"وداه لبيت ابو عبيد, قالهم لكم اللحم ولنا العظام, وابشروا باللي تبونه كلش الا انتم والعذر والسموحة, أبو عبيد وأم عبيد لازموا عليه على القهوة ودخل عندهم على القهوة, وام عبيد جالسه على"الوجّار"والدلال والاباريق مصفوفة على"الكمار"وهي تزل القهوة, الا وحمد واخوانه ينزلون كيس الرز والذبيحة وسحارة البردقان والقهوة والشاهي جايبينهم لبيت ابو عبيد رضاوة. ابو حمد يوم رجع للبيت - يتفقد اسطواناته اللي مجمعهن في الكراتين مالقى الا شوي والباقي مكسرهن حمد علشان يطير الحمام, زعل على الاسطوانات وعلى الجمعة والوناسه بروشن بيتهم, درا عن سالفته ابو عبيد, وان صديقه فهد ضايقً صدره على الاسطوانات اللي مكسرهن ولده على الحمام, راح لسوق الاسطوانات اللي بالصفات وشراله اللي يناسب, ووصى"مرجان"السواق يشري له من الكويت, يقدمهم هدية له ويسمعونهم في وقت الفرغة والجمعة مع الحارة. ما طيب ذا الحارة, والناس على قلب واحد, غير اليوم كل واحد يناظر الثاني بنفس"شينه"والا هذا مسكّرً باب الثاني بسيارته والا يرجمونهم من السطح علشان"دّش"-صحن ستالايت-عندهم, والا الشكاوي اللي ما تحلها الا الشرطة, والا والا..! اليوم حتى لو جيت تسمع أغاني في وقت الراحة كلن يقولك قصره لا يسمعونه الجيران, خوفاً من شكاويهم, رغم انك مقصر عليه غير اللي يقولك حرام وهو مو متأكد.!