حارتنا في العزايم والعروس"غير شكل", أبو سعد يبي يجوز ولده على بنت أخيه وكلهم بالحارة, ماكان عندنا صالات عروس ولا فنادق, بس يجي الطباخ ويجمع المواعين من البيوت وكلن يعطيه اللي يقدر"قدور وإلا بوادي وإلا صحون صغار". وبعض الحريم تطبخ في بيتها علشان عرس ولد جيرانهم, متكاتفين أهم شيء كل واحد يبي يبيض الوجه مع أبوسعد واهله, الرز والقرصان والجريش وتلقى المرقّوق اللي على سنّع. يوم العرس يجتمعون ماينقصهم احد, حمايل الحارة يركضون بقومة الواجب كن العرس لهم, حتى راعي الدكان معنا بالعرس,والشباب يجيبون المويه يرشون السكّة ومنهم اللي يجمع- السرج- ويقسمونهم بين بعض اللي ينظف السراج واللي يتأكد من الفتيل ويعبيه"قاز", ثم يفرشون السكّة بالفرش, الا جهه يخلونها لطبخ العشاء, حتى فيه واحد يعرفونه الحارة اسمه"مرجان"سواق شيوخ, يوم العرس جاب- تطلي-"محلبية"من عند عمانه, واستغربناها وش ذي.!. ترج وطعمها حلو, وكل ما شفناه قلنا تكفى جب لنا تطلي, بعد ما انتهي العرس يجي الطباخ يدور على البيوت يرجع المواعين اللي استعارها من الجيران, من بكره. كلنا في ذا العرس اطفال وكبار وبنات نفرح لجيراننا كنه ولدنا واخونا, نلعب على طق الحريم, حتى وهي فالبيت محد قالنا ممنوع تدخلون, والا لا تجيبون عيالكم, والا قصروا صوت الطيران والاغاني. بعد الأكل والسمرة والسوالف, الكبار راحوا ينامون في بيوتهم, العيال جلسوا يلعبون ويركضون, واحد منهم – وطى- الرمل اللي فارشينه على النار علشان تطفى, واحترقت رجليه وجلس يصيح صياح, طلعوا الرجال من بيوتهم والتموا عليه بيودونه-للصحية- مع سواق الشيوخ"مرجان"ما بقى احد الا وراح معهم يطمن على-دحيم- ولد الجيران, لو ان المسافة بعيده عن الصحية. فيه دكتور قريب نعرفه بس بالليل ما يفتح يسكر في - سفرة المغرب- اسمه"الرخاوي"جنب موقف"الدرعية"اللي بالديرة مقابل "المعيقلية", الرخاوي"-الله يرحمه- يعالج كل شي ودكتور فاهم بس نخاف منه من يوم ندخل عليه نلقاه مولم"الوِتانه"ماتعور بس تحس انه خالطها بحبحر. حارتنا بيبان بيوتها مخرقه علشان يربطون السلك بالكيلون ويطلعونه برا- إذا جاهم احد يسحب السلك ويدخل- ومايخافون, كلهم ثقة في بعض. الجيران الحين حتى لو عزموك على عرس في صالة افراح كبيرة - لزموا عليك ما تجيب عيالك, ولو تطلب منهم قدر وإلا "مللآس" شنعوبك وفضحوك, الجيران ما تغيرت أشكالهم بس أطباعهم تغيرت, الله على زمن المعاريس بالبيوت, وصوت الحريم ولعبهم على الاغاني, كله راح, القصور من قوله عيب وش ذا وحرام نجي بعرس فيه طق والعيال ضايقونا.