لكل بقعة من بقاع الأرض ما يميزها، سواء كانت تلك مزاياً نسبية خاصة بمنطقة ما، أو يتم استحداثها لتصبح عامل جذب سياحي. وهب الله عز وجل المملكة العربية السعودية مزايا فريدة تميزها عن بقية بلاد العالم، يمكن ان تستغل في جعل المملكة وجهة سياحية فريدة. كما أن وفرة الموارد المالية وخصوصاً في الوقت الحالي من الممكن أن توجه في إبراز جوانب سياحية أخرى. تتشرف المملكة بخدمة الحرمين الشريفين في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة التي يزورها الملايين من المسلمين سنوياً، ويتوق لزيارتها ما يربو عن المليار مسلم حول العالم. السؤال المطروح هنا: هل تم استغلال تلك الميزة النسبية بشكل فعال في تنشيط برامج السياحة الدينية التي من شانها أن تساهم في تنويع مصادر الدخل الوطني واستحداث فرص وظيفية للمواطنين؟ تتميز منطقة الشرق الأوسط بموقع جغرافي فريد يتوسط العالم يصل بين شرقيها وغربيها، ما يجعلها محطة وقوف لكثير من المسافرين ورحلات الطيران قبل معاودة السفر والطيران إلى الوجهه النهائية، ماذا عن جدوى استغلال المملكة لموقعها الجغرافي في استهداف المسافرين المسلمين من الشرق إلى الغرب أو العكس؟ بمعنى آخر ماذا عن جدوى إنشاء مطار دولي بالقرب من مكةالمكرمة وتطوير مطار المدينةالمنورة لاستيعاب ملايين الركاب على مدار العام، ما قد يجعلها الوجهة المفضلة للتوقف بالنسبة للمسافرين المسلمين؟ ويتبع ذلك استحداث برامج خاصة بالسياحة الدينية موجهة لهؤلاء المسافرين لتمكنهم من أداء العمرة أو الصلاة في المسجد النبوي خلال فترة الانتظار بين وقت الوصول إلى وقت الإقلاع؟. قد يتطلب تحقيق هذا الأمر توفر وسائل المواصلات الفعالة كالقطارات السريعة والمواصلات العامة والخاصة بين المطار والمشاعر المقدسة لتمكين المسافر من زيارة المشاعر المقدسة خلال فترة الانتظار المحدود واللحاق بموعد الطائرة، الذي يكون بين 6 و24 ساعة. كما إن نجاح مثل هذه البرامج يتطلب تطوير واستحداث أنظمة الزيارة، إذ إنه من المهم تسهيل تأشيرات زيارة المشاعر المقدسة، التي قد تكون تأشيرة محصورة بمدة قصيرة، كما هو المعمول به في كثير من الدول، على سبيل المثال، توفر المملكة المتحدة للمسافرين المتوقفين في مطار لندن إمكانية الدخول وزيارة المدينة من دون تأشيرة لمن تقل فترة انتظارهم عن 24 ساعة. أنها رسالة إلى جميع الجهات المختصة للنظر في جدوى هذا المشروع، الذي سيساهم بإذن الله في تنويع مصادر الدخل الوطني وخلق آلاف الفرص الوظيفية لابناء الوطن.