سأتحدث باختصار عن حالتين من الموهبة في الموسم الرياضي الماضي كنموذجين يمكن استثمارهما إلى نجمين مؤثرين ولنبدأ باللاعب يحيى الشهري الذي بالإمكان أن يصبح نجماً كبيراً على المستوى المحلي والخارجي، ولكن كيف يكمن ذلك؟ *الشِّهري لاعب صغير في السن بمعنى أنه قابل للتكوين ويتميز بمستوى من المهارة وسرعته أكثر من المعدل العادي للاعب في قياساته البدنية الحالية وتحركاته تنبئ بأنه مؤثر وقابل للتطوير التكتيكي، لنفكر وبطريقة مبسطة ما ذا يحتاج الشهري ليتحول من لاعب محلي إلى نجم عالمي؟ برأي الإجابة ممكنة بناء على المعطيات السابقة, ما يجعلها ممكنة هو ما نقدمه له إذا كان مدروساً ومركّزا على النواحي التي تحتاج إلى تطوير لدى اللاعب فسيأتي الجهد بنتائج ملموسة نحتاج بدايةً دراسة فسيولوجية دقيقة لتكوينه البدني ليتم بعد ذلك تحديد مستوى القدرة اللياقية والنظام العضلي لديه، ودراسة وتقدير المستوى التكويني المطلوب لكي نصل إلى أعلى مستوى ممكن، وبالتالي العمل المدروس للحصول على نجم رياضي بمواصفات عالية. النموذج الآخر والمختلف يمثله اللاعب أحمد عباس وهو أيضا صغير السن إلا أن تركيبته الجسمانية تختلف, فالقياسات الهيكلية لديه أعلى لكن النظام العضلي أقل ويحتاج إلى رفع الوزن بطريقة طبية مدروسة لبناء نسيج عضلي قوي ليصبح من الطراز العضلي الممتلئ بالإضافة إلى طول القامة. عباس لديه قدرة تكتيكية يمكن تطويرها وإمكانية لمشروع صانع لعب متميز بالتمريرات الطويلة الحاسمة, لكن هذا يحتاج رعاية تدريبية مكثفة ومركزة ودقيقة و يتمتع بسمات القيادة الفنية مثل المثابرة والصمود والتحدي ولكن في نفس الوقت إذا لم نتنبه إلى ما لديه من قدرة قيادية نادرة. في كلتا الحالتين الجانب التدريبي والغدائي لا يكفيان, ولابد من التدخل الطبي المدروس للارتقاء بمواصفات اللاعبَين وبالمناسبة هناك نماذج جيدة مثل نواف العابد على سبيل المثال عبده برناوي وعبدالرحيم الجيزاوي وريان بلال ومهند عسيري. *صاحب فكرة المشروع الوطني لصناعة نجوم كرة القدم