شاهدت الجماهير (منذ أشهر) في مختلف بلاد العالم دورة القارة العجوز التي يناسب ان نطلق عليها دورة يوم لك ويوم عليك.. لكن ليس بالمصادفات والحظ. ظهر في الدورة بعض الأخطاء التحكيمية التي لم تقلل من متعة البطولة حيث حظيت بقدر وافر من المتابعة والتحليل لدرجة إنشاء مواقع خاصة على الشبكة العنكبوتية لتغطية البطولة الجديرة بالمشاهدة. ومن المشاركات الجميلة التي قرأتها ما كتبه المدرب منصور الصويان عن الدور الحاسم للياقة البدنية وهذا متفق مع ما يؤمن به الأوروبيون من ان المباريات الدولية 90% منها مواجهة بدنية. وأود هنا ان أطرح رؤية محاولاً فيها التفكير بصحبة القارئ الرياضي حول الحلقة المفقودة التي قد تمكننا من الاقتراب من عالم الكبار. لأن مثل هذه البطولة تبقى في الذاكرة وهناك الكثير من الدروس المستفادة منها لاسيما وان كرة القدم السعودية تمر بمرحلة جديدة تعبر عنها كلمتان. دوري المحترفين في جانب اللياقة البدنية يمكننا الوصول بأي لاعب إلى أقصى ما لديه (هو) من إمكانات لياقية، ولكن هل سيصبح في نفس قدرات (توريس) مثلاً أو غيره من نجوم يورو 2008م في النواحي اللياقة على الأقل؟ سأقدم لك عزيزي القارئ منظوراً مبسطاً للاجابة عن هذا السؤال، ولك الحق في تأمل الفكرة ومن ثم قبولها أو ردها: مهما رفعنا النواحي اللياقية والتكنيكية والتكتيكية للاعب العربي عموماً يظل دون مستوى اللاعب الأوروبي أو الأمريكي الجنوبي أو الأفريقي وطبعاً من ضمن ذلك وبصفة أساسية النواحي اللياقية. مع إيماننا بوجود خامات قادرة على الوصول لمستويات المحترفين العالميين.. إذن أين الحلقة المفقودة؟ الحلقة المفقودة قد تكون في مواصفات التكوين البدني التي يتمتع بها اللاعب فسيولوجياً، فإذا كانت عالية أصلاً أمكن الارتقاء به وباطمئنان إلى مصاف النجوم العالميين، ومن أهم شروطه ذلك (التكامل البدني للاعب) الذي ظهر جلياً في هدف النهائي (جملة حركية قوامها الطاقة البدنية) وبالمقابل إذا كانت المواصفات البدنية للاعب ليست بالعالية فهناك صعوبات في إمكانية تقدمه جسمانياً إلى مستوى أولئك وسوف يتبع بدنياً أيضاً لياقياً وتكتيكياً إلاّ في حالات نادرة مثل بروز لاعب يتمتع بمهارة استثنائية وبدنيات عادية مما يشجع على القيام بتدخل بدني طبي لرفع مواصفاته البدنية ومعها لياقته والمثال الشهير على ذلك اللاعب البرازيلي زيكو. وما سوى ذلك فإن اللاعب ذا المواصفات البدنية الفائقة هو الذي يصبح نجماً في كرة القدم إذ يمكن الارتقاء بقدراته البدنية لأعلى المستويات ومعها القدرات الفنية فتتم بذلك صناعة نجم في كرة القدم. طبعاً حديثي هذا لا يقلل أبداً من أهمية النواحي الفنية وتنمية عقلية اللاعب الاحترافية ولكن ما رأيك لو كان لدينا مجموعتان من اللاعبين الأولى لاعبوها ذوو مواصفات بدنية عادية، والثانية لاعبوها ذوو مواصفات بدنية فائقة وقدمنا للمجموعتن نتوقع ان يخرج منها لاعبون مؤثرون؟ ستكون دراسة جيدة وان كان العالم المتقدم كروياً قد تجاوز التفكير في هذه المسألة وحسمها مبكراً. نحن شاهدنا نجوم البطولة ومنهم (توني، رونالدو، ارشفين، فان بيرسي ...) ولو تأملنا قدراتهم البدنية وإمكانياتهم الجسيمة وقمنا بالمقارنة بما لدينا في الملاعب العربية، هل لاعبونا مماثلون في التكوين والجاهزية البدنية؟ هل سنلحظ الحلقة المفقودة؟ المواهب ذات الكفاية البدنية العالية قد تكون نادرة ولكنها ليست منعدمة بل موجودة بالأخص في بلد واسع مثل المملكة العربية السعودية إلاّ ان الحلقة المفقودة الأخرى هنا تكمن في كيفية استكشافها بحرفية وإبرازها وتوفير الإتاحة الكاملة لها.