احتدم النقاش والجدل بين المشاركين في أول ايام ملتقى الجبيل الأول للتآكل الذي أطلقته الهيئة الملكية في الجبيل لمناقشة مشكلة التآكل وما سببته من خسائر ضخمة للعديد من المصانع في المنطقة الشرقية، حيث القى فريق التهمة على رداءة المعدات والأجهزة الهندسية المستخدمة في المصانع، والتأخر في تنفيذ أعمال الصيانة الدورية المجدولة وسوء تنفيذها، فيما ارجع آخرون المشكلة للظروف الجوية والمناخية الصعبة التي تجتاح المنطقة الشرقية من رطوبة عالية مستمرة ورياح وتقلبات طقسية وتربة ملحية، واتفق الجميع على ضعف البحث العلمي في هذا الجانب وضعف الشراكة بين مؤسسات البحث العلمي في الدولة والشركات المنتجة أو المتضررة. من جهته أرجع الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية بالجبيل الدكتور مصلح بن حامد العتيبي مدى تأثر المنشآت الصناعية من مشكلة التآكل وما تسببه من خسائر الى الظروف الجوية، مشدداً في الوقت ذاته على أن الصناعات الجديدة في الجبيل 2 ستكون على وضع مختلف من حيث استخدام تقنيات جديدة تحد إن لم تمنع هذه المشكلة المستعصية، مشيراً ل "الرياض" إلى أن الهيئة الملكية لديها مواصفات ومعايير خاصة تشترطها على الصناعات في هذا الجانب. وشدد مدير عام الشئون الفنية بالهيئة الملكية بالجبيل المهندس أحمد بن مطير البلوي على ضرورة تبادل الآراء الخاصة بحماية المنشآت من ظاهرة التآكل ذات التأثيرات الواضحة على الممتلكات الخاصة والعامة حيث تكبد أعمال إصلاح هذه الأضرار مختلف الجهات تكاليف عالية جداً، متطلعاً ان يوفر هذا الملتقى تغطية شاملة لمنهجيات مراقبة التآكل والمواد المستخدمة لحماية المنشآت الجديدة وإعادة تأهيل المنشآت القائمة. وأضاف أن الأمر يتطلب عرض أحدث التغييرات في حماية المنشآت الصناعية والعامة والتجهيزات الأساسية المعرضة لبيئات قاسية كمنطقة الخليج العربي، مع ضرورة مواجهة التحديات لحماية المنشآت تحت الظروف البيئية الصعبة للتغلب على مشكلة التآكل وتوفير الحماية للمنشآت الجديدة وإيجاد الحلول المناسبة لإصلاح المنشآت المتضررة. من جهته نفى وكيل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن للأبحاث التطبيقية والمتحدث الرئيس في الملتقى الدكتور سهل نشأت عبدالجواد تردي مستوى جودة البحوث في قضية التآكل، مشيرا إلى الدور الكبير الذي تقوم به الجامعة في دعم البحث العلمي في هذا الجانب من خلال طرح أبحاث أكاديمية واستنباط أفكار لمواد مبتكرة حديثاً لاستخدامها في معالجة التآكل. وأوجز عبدالجواد في مناقشته أسباب حدوث التآكل في منطقة الخليج العربي الى الظروف الجوية المختلفة وضعف التقنيات المستخدمة في بعض تجهيزات المصانع، مطالبا بوضع استراتيجيات خاصة ومنظمة للحماية من هذه الظاهرة والتقليل منها. ويحضر الملتقى عدد من المسئولين في الجهات الحكومية والقطاعات الصناعية وذوو الاهتمام والاختصاص من الشركات والمؤسسات ورجال الأعمال ومقاولون محليون ودوليون حيث يتم استعراض أحدث الخبرات في مجال حماية المنشآت الصناعية والمنشآت العامة والتجهيزات الأساسية المعرضة لبيئات قاسية كمنطقة الخليج العربي، وتركز موضوعات أوراق العمل على طرق الحماية من التآكل للمنشآت الخرسانية واختبارات الفحص لخطوط الأنابيب الصناعية وتآكل المعادن. كما يتطرق الملتقى لمناقشة طرق إعادة التأهيل المبتكرة والناجحة في مدينة الجبيل الصناعية لتحسين حالة المرافق المتضررة من ظاهرة التآكل ورفع كفاءة مرافق التجهيزات الأساسية.