يظل مطار الحج في جدة من الشواهد الكبيرة على الخدمات والتسهيلات التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين أثناء دخول حجاج بيت الله الحرام، حيث خصص مطار مستقل خاص للحجاج والمعتمرين، لاستيعاب كثافة الحجاج الذين يأتون من كل بلدان العالم وفي أوقات محددة، حيث تولي وزارة الداخلية والقطاعات الأخرى المعنية هذا الجانب اهتماماً كبيراً، ودعم مطار الحج بالكوادر المدربة والمؤهلة. ويأتي قطاع الجوازات في مقدمة تلك القطاعات التي تسخر كل إمكاناتها وجهودها لاستقبال الحجاج، وتتضاعف مسؤوليتها كون رجل الجوازات هو أول من يستقبل القادمين وآخر من يودعهم. صالة استقبال الحجاج في المطار المهام والتوجيهات وفي هذا الجانب أكد العقيد "خلف الله بن عبيدالله الطويرقي" مدير جوازات مطار الملك عبد العزيز المكلف ومدير جوازات مطار الحج أن الجوازات قد شرعت في مهامها لاستقبال الحجاج منذ غرة شهر ذي القعدة الجاري، بعد أن جندت كافة طاقاتها البشرية والتقنية في سبيل دعم كل الجهود والتوجيهات بتهيئة كافة السبل والإمكانات لضيوف الرحمن منذ أن توطأ أقدامهم الأراضي السعودية، والعمل على تسهيل إجراءات دخولهم بأسرع وأيسر السبل. وقال في حديث ل"الرياض" انه وفقاً للمتابعة من مدير عام الجوازات اللواء "سالم البليهد" فقد تم دعم قوة جوازات مطار الحج بأعداد كبيرة من الضباط والأفراد المدربين على أعمال الحج، سواء من الجانب التقني أوالإلمام بالإجراءات والأنظمة المتعلقة بالحج، أو من حيث التأهيل فيما يتعلق بمهارات التعامل مع مختلف الأنماط في غمرة الكثافة العددية للحجاج القادمين في أوقات متقاربة، ويضاف إلى ذلك الخبرات المتراكمة التي اكتسبها الكثير من الضباط والأفراد في هذا الجانب؛ مما ساهم في إحداث نقلة نوعية في كثير من الجوانب التي تتعلق بكل الإجراءات التي تسهل دخول الحجاج بكل يسر وسهولة، وتفادي العقبات وتجاوزها في حدوث أي حالة طارئة. زمن دخول الحاج لا يتجاوز دقيقتين غالباً وتقنية حديثة لكشف حالات التزوير خطة العمل وحول ما استجد هذا العام حول خطة الجوازات في مطار الحج ، أوضح العقيد الطويرقي أن الخطط التطويرية مستمرة، وتأتي من ضمن إستراتيجية الجوازات بهدف الوصول إلى أفضل ما يحقق الطموحات والآمال، حيث إن الجوازات قد بدأت في وضع خطة الحج منذ مغادرة آخر حاج في العام الماضي وبمتابعة وإشراف من مدير عام الجوازات، والتي تأتي أيضاً في إطار الخطة الشاملة للحج كون الجوازات تعمل في منظومة متكاملة تحت مظلة اللجنة العليا للحج برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وهناك خطط تطويرية مستمرة، وفي هذا العام تم الانتهاء من اكتمال بعض الإجراءات التطويرية في المطار حيث تم تشغيل أربع صالات بدلا من ثلاث في العام الفائت، وجهزت تلك الصالات بكامل التجهيزات المطلوبة والتي روعي في تصميمها رفع القدرة الاستيعابية للحجاج مع إيجاد نحو 138 كاونتراً للاستقبال وتعمل الجوازات بكامل طاقتها وذلك بإشغال كل الكاونترات سواء المتعلقة بتسجيل الدخول أو إجراءات البصمة. سرعة وتدقيق معاً وأضاف: أن آلية العمل تركز على سرعة الإنجاز مع مراعاة كل الإجراءات المتبعة من تدقيق والتحقق من صحة معلومات الحاج وكذلك إجراءات البصمة، حيث يستمر العمل على مدر الساعة بوتيرة واحدة، من خلال التنظيم الجيد والمدروس، وكل صالة يعمل بها مشرفون من الضباط للمتابعة والتنسيق والبت عاجلا في أي إجراء يحتاج توجيه دون التأثير على سير العمل. وأشار إلى أن جوازات مطار الحج حظيت بدعم كبير من المدير العام للجوازات سواء من حيث دعم قوة الحج بالضباط والأفراد الذين يعملون على طوال اليوم، أو من خلال القوة المساندة لمواجهة أي ازدحام أو خلافة، مبديا تفاؤلاً كبيراً بنجاح الخطة في ظل توفر الإمكانات، إضافة إلى الشعور السائد لدى الضباط والأفراد المكلفين بالعمل في جوازات المطار لتشرفهم بالعمل في خدمة ضيوف الرحمن وعكس الصورة الحقيقة عن هذه البلاد ومكانتها كقبلة للمسلمين. يعوقنا كبار السن وتأخر الشركات الناقلة في تعبئة بطاقات وبيانات الحجاج إجراءات الدخول وحول الزمن الذي يستغرقه الحاج خلال إنهاء إجراءات دخوله قال الطويرقي: منذ وصول الحاج إلى موظفي جهاز البصمة ومن ثم كاونتر الاستقبال لتسجيل دخوله يستغرق نحو دقيقتين، إذا كانت أوراقه مكتملة ووضعه سليما، وهذا زمن قياسي، في حين أن هناك حالات قد تستغرق زمن أكثر لا يتجاوز 5 دقائق لعدة عوامل كون بعض الحجاج وتقريباً الحرفيون منهم قد لا يلتقط جهاز البصمة بصماتهم بسرعة ويحتاج لبعض الوقت والعملية هي تقنية في النهاية وإن كانت هذه حالات نادرة، مضيفاً أن رجال الجوازات يبذلون كل مافي وسعهم لتقديم أفضل الخدمات للحجاج، ووفقا لتوجيهات القيادة الكريمة والمتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس اللجنة العليا للحج، والإشراف المباشر من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية. تقنية البصمة سهلت من مهمة رجال الجوازات قسم التزوير وكشف العقيد الطويرقي عن وجود أقسام أخرى في جوازات الحج، ومنها قسم التزوير الذي زود بأجهزة تقنية حديثة للبت السريع في أي حالات تزوير ومتابعة الحالات التي يشتبه فيها بأنها مزورة، إضافة إلى قسم الإنتاجية وهذا من أهم الأقسام أيضاً لرصد الإنتاجية اليومية ودعم بعدد وافٍ من الضباط والأفراد، عطفاً على قسم المتابعة الذي يضطلع بمهام كبيرة في أعمال الجوازات بالمطار. 50 رحلة تصل يومياً ومتوقع زيادتها إلى 100 قبل أيام من الحج.. كبار السن والشركات الناقلة وعن المعوقات التي يواجهونها خلال عملهم: قال الطويرقي أولا نحن لا ندعي الكمالية في عملنا، ولكننا نعمل بكل ما في وسعنا للقيام بمهامنا ودورنا على أكمل وجه، مشيراً إلى أن قسم المراقبة يقوم بالمتابعة وسد بعض الثغرات في العمل إن وجدت في الحال، في حين هناك معوقات بسيطة قد تواجهنا وذلك كون اغلب الحجاج هم من كبار السن والكثير منهم لا يتقنون الإ لهجات بلدانهم ويصعب التفاهم معهم مباشرة إلا عن طريق مترجم، وهذا قد يستغرق وقتاً بسيطاً، في حين أن هناك مشكلة أخرى تواجه موظفي الاستقبال وهو تأخر بعض الشركات الناقلة وهي شركات مستقلة في تعبئة بطاقات وبيانات الحجاج التابعين لهم، خاصة في ظل الرحلات المتواصلة والتي تصل إلى أكثر من 50 رحلة يومياً خلال هذه الأيام، كما سيتزايد وصول أعداد الحجاج خلال الأيام القادمة وستتجاوز الرحلات أكثر من مائة رحلة يومياً، موضحاً أن رحلات الحجاج تمت جدولتها، مما يساعد على الترتيبات والاستعدادات المسبقة لاستقبال الرحلة في وقتها المناسب وإنهاء إجراءات الحجاج بأسرع وقت ممكن. وأشار إلى أنه تم ربط الأقسام والصالات بنظام مراقبة آلي بالكاميرات؛ لمتابعة سير العمل في جميع الصالات وتحركات الموظفين في وقت لما من شأنه المتابعة والتوجيه، مما يسهم في اختصار الوقت وضبط العمل كما يجب. واختتم العقيد الطويرقي حديثه قائلاً:"من المناسب توجيه كل الشكر والتقدير لكل القطاعات الأخرى التي تقوم بجهود مضافة لخدمة الحجاج، وكشركاء للجوازات في هذه المنظومة التي نتشرف بالعمل في إطارها كجنود مجندين لخدمة الوطن، وذلك لتعاونهم وتجاوبهم المثمر معنا".