مستوى النظافة في جدة مترد ومتدن ، والقمامة التي تظل دون تجميع طيلة اليوم تتناثر في كل مكان إلا في الحاويات المخصصة لها ، والمسؤول بالطبع هو الأمانة ، ولكنها تنصلت من المسؤولية ، وألقتها على السكان ، الذين قالت إنهم يفتقرون إلى ثقافة النظافة ، التي تؤدي بدورها إلى سلوكيات سلبية مثل الافتراش ونبش الحاويات والرمي العشوائي للنفايات ، ورمي مخلفات البناء في البرحات ، على أنها تحفظت وقالت بعض السكان ، وهذا البعض معروف وينتمي إلى المتخلفين ، وخاصة النساء ، وأصبح ملحوظاً منظرهن وهن يقدن عرباتهن ويقلبن الحاوية رأسا على عقب ، ويأخذن ما يصلح لهن وينثرن الباقي على الأرض ، وأنا أشاهد هذا المنظر أحيانا حين أخرج من بيتي ، والمصيبة الكبرى أن المكلفين بتجميع القمامة لا يجمعون ما يتناثر على الأرض ، ويمضون لطيتهم دون اكتراث ، أما مخلفات البناء فلا أحد يجمعها ، والأمانة هي المسؤولة إذ من واجبها أن تضع غرامات على مقاولي البناء الذين لا يجمعون مخلفاتهم ، ولكن جزءا من اللوم يقع على مقاول التجميع ، فعرباته لا تمر بانتظام على مواقع القمامة ، وتبقى أحيانا يوما كاملا دون تجميع ، ولو أن مفتشين من الأمانة قاموا بدوريات منتظمة على الشوارع وراقبوا عملية التجميع ، فإن المشكلة ستنحل ، ولكن هذا مع الأسف لا يحدث ، ولا يفكرون في القيام به..