طرحنا في الأسبوع الفائت المعاناة المرضية لرئيس لجنة حكام الكرة الطائرة السابق إبراهيم السعيد «شفاه الله» وحلمه أن يجد من يمد له يد العون والمساعدة في تحمل مصاريف علاجه التأهيلي في التشيك إثر اصابته بجلطة دماغية قبل عامين أقعدته طريح الفراش طيلة هذه الفترة وحتى اليوم لم يجد أي استجابة انسانية من الجهات - الرياضية - ذات العلاقة!! وتذكرت بالمناسبة روح التكافل الاجتماعي - الرياضي القوي الذي كان سائداً في الوسط الرياضي إبان عقد الثمانينيات الهجرية حين يتعرض لاعبو تلك الحقبة إلى اصابات مختلفة في مشوارهم الرياضي وكان الذي يتبرع بتكاليف عملياتهم ومصاريف علاجهم وإقامتهم في الخارج رائد الرياضة السعودية الأول صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل (رحمه الله) فما أن يتنامى إلى مسمعه إصابة أي لاعب حتى يأمر بسرعة إنهاء ترتيبات سفره للعلاج ويتبرع مشكوراً بتحمل تكاليف رحلته العلاجية ومصاريف الإقامة وإن طالت كما يروي نجم الهلال السابق «حميد جمعان» في حوار أجرته «الرياض» معه مؤخراً وذكر أنه سافر إلى بيروت وأجرى عملية في ركبته المصابة بمستشفى الجامعة الأمريكية ومكث هناك أربع أشهر في العلاج التأهيلي على نفقة رائد الرياضة الأول (رحمه الله). وامتد سخاء الأمير عبدالله الفيصل ليشمل كل لاعبي الأندية بلا استثناء، وأتذكر أكثر من لاعب سابق كشف لي في مشوار ذكرياته حينما أسأله عن أشد الاصابات في حياته فيؤكد أن علاجها وعمليتها الجراحية كانت على نفقة رائد الرياضة الأول.. وذكر لي أكثر من لاعب تكفل الأميرالراحل بعلاجهم - جعلها الله في موازين حسناته - والقائمة تطول ومنهم مهاجم الاتحاد العملاق النور موسى (رحمه الله) ونجم النجمة والشباب عبدالله المهنا الشهير ب «عمر حامد» رحمه الله بجانب مدافع أهلي الرياض ناصر بن سيف إضافة إلى لاعبي الهلال فهد بن نصيب وعبدالله بن عمر ومحمد عبدالهادي الشهير ب (أبو حطبة) الذي أكد لي في حواري الأخير معه أنه اشترك بعنف مع جناح أهلي جدة الخطير ساعد رزق (رحمه الله) فاصيب الاثنان وتكفل الأمير عبدالله الفيصل بعلاجهما. بل إن روح التكافل الرياضي في الزمن الجميل بين أندية الوسطى إمتد إلى أكثر من ذلك فأحد لاعبي أهلي الرياض في النصف الثاني من ثمانينيات القرن الهجري الماضي دهس أحد المارة بسيارته وأدخل السجن وألزم بدفع الدية الشرعية وكانت ظروفه المادية سيئة وهب لمساعدته مادياً كبار رجالات أندية الوسطى من خلال اتفاقهم على إقامة مباريات خيرية فيما بينهم خصص ريعها بالكامل لتغطية مبلغ الدية ومساعدة هذا اللاعب - الخلوق - في تجاوز محنته. واليوم بدأنا وللأسف الشديد نفقد كثيراً من ملامح ذلك التكافل الاجتماعي - الرياضي الجميل الذي كان سائداً بين رياضيي الزمن الجميل!!