قلّما سَلِمَ منجز أو منشأة أو معْلم سياحي أو جدار من تشويهٍ أو تخريبٍ أو شخمطة . حتى اللوحات الإرشادية والعلامات المرورية هي الأخرى تعرّضت للعبث وتغيير مدلولاتها. في المناطق السياحية مثلاً كالطائف والباحة وأبها يستقبل المصطاف والسائح كتابات بذيئة على المجسمات والمعالم السياحية . البعض كتب اسم المدينة أو المحافظة التي يقطنها بشكل مشوّه على حواجز المطلات في المرتفعات وعلى الصخور وبوابات المتنزهات.لم يتركوا مكاناً لم يدونوا فيه ذكرياتهم وأرقام لوحات سياراتهم وحتى ايميلاتهم.الحكاية تجاوزت كل الحدود ومن هُنا يجب إيقاف هذا العبث وذلك التخريب والتشويه. وصل العبث للعاصمة فبالرغم من نشاط أمانة منطقة الرياض في منع الإعلانات العشوائية على الأرصفة وفي الشوارع وواجهات البنايات إلاّ أن البعض لم يحلُ لهم ذلك فابتكروا طريقة عبثيّة للإعلان. طباعة ما يودون تسويقه في ملصقات صغيرة ولزقها على أعمدة الإنارة وإشارات المرور ولوحات أسماء الشوارع في الجُزر الوسطية وعلى واجهة البقالات والأسواق المركزية وحتى داخل كبائن الصرّافات الآلية. إعلانات عن معلمين لمختلف التخصصات والمستويات الدراسية، تسديد الديون والتعقيب في الدوائر الحكومية، سطحات وأوناش لجرّ السيارات المتعطلة، تنازل عن سواقين وشغالات، صهاريج لنزح مياه الصرف الصحي..الخ. الكل كتب عنوانه ورقم هاتفه وهذا(لو ثارتْ ناقة عريمان) سوف يُسهّل على أجهزة الضبط النظامي(عين النظافة) استدعاءهم وتوقيع الغرامات القانونية عليهم بجانب تكليفهم بإزالة ملصقاتهم وأي تكاليف أُخرى ناتجة عن الأضرار التي تسببوا فيها. ظاهرة تشويه وتخريب المنجزات لا ينفع معها سوى العقوبات والتشهير إذ القول بالتوعية في هكذا حكاية صراخ في وادٍ لا صدى يوصل.