بعد انتظار دام طويلاً بشأن الترسيم والتطلع إلى التثبيت الوظيفي، صدر قرار من إدارة التربية والتعليم بمنطقة القصيم، يقتضي بتثبيت موظفات الأجر اليومي على بند الأجور براتب لا يتجاوز ال 1800 ريال ولجميع المؤهلات، الأمر الذي فوجئت به موظفات الأجر اليومي وزاد من معاناتهن، حين انتظرن طويلاً قرار الترسيم حتى انتهى بهن الحال إلى الرضوخ لقبول رواتب متدنية مقابل الأمان الوظيفي الذي أصبح هاجس الكثير منهن. بدون بدلات تقول "شعاع النغموش" - إدارية في إحدى المدارس-: أعمل منذ عام 1424 ه على بند الأجر اليومي، وتفاجأت أنا وغيري من الموظفات بتعييننا على بند المستخدمات وفي أقل درجاتها، مشيرةً إلى أنه من البديهي كونها تحمل شهادة "البكالوريوس" أن يتم تعيينها على إحدى المراتب التي تتناسب مع مؤهلاتها، مضيفةً: "عندما وردنا تعميم من الإدارة يقتضي بتثبيت موظفات الأجر اليومي، فرحنا أنا وزميلاتي وتبادلنا التهاني، لكننا فوجئنا برواتب مقطوعة وبلا بدلات"، متسائلةً: كيف تتصرف من كان راتبها في الحضيض؟، علاوة على ذلك فنحن موظفات الأجر اليومي لا نملك أية إجازات سواء اضطرارية أو اعتيادية أو حتى استثنائية، إضافةً إلى أن خدماتنا كذلك غير محسوبة. ساعات زائدة وتحدثت "نورة الحربي" - حاصلة على شهادة "البكالوريوس" - عن معاناتها مع الوظيفة قائلةً: أعمل على بند الأجر اليومي منذ أكثر من خمس سنوات، وبدون إجازات ولا علاوات ولا ترقيات، كما أنني أعمل لساعات زائدة وفي النهاية لا يتجاوز راتبي 1400 ريال، مبينةً أنهم تحملت ذلك في سبيل صدور قرار الترسيم وتحسين المستوى المعيشي لها، ذاكرةً أنها وزميلاتها صُمن كثيراً وأفطرن على البصل في النهاية!، مؤكدةً أنها لا تطالب بأكثر من حقها في بلد يُحسد على خيره و أمنه. الاستغناء عنا وإلى مكتب التربية والتعليم والموظفة "نورة الجلعود" التي شاركتنا برأيها قائلةً: أنا موظفة على بند الأجر اليومي منذ ثماني سنوات، ولا أملك أية مستحقات مثل أي موظفة، ذاكرةً أنه فيما يتعلق بالراتب فليس هناك زيادات ولا علاوات، وأما من ناحية الإجازات فأنا لا أتمتع بأي إجازة أياً كان نوعها، مشيرةً إلى أنها لن تستغرب إذا تم الاستغناء عنها وزميلاتها واستبدالهن بموظفات جديدات، مندهشةً من قرار ترسيمها على فئة (أ) بعد مضي ثماني سنوات، متساويةً مع بند المستخدمين، معربةً عن قلقها من انخفاض الرواتب وعدم احتساب خدمتها، مقترحةً أن يكون الترسيم على المراتب لا على الفئات، فثمة مؤهلات تستحق مراتب جيدة وراتبا شهريا ممتازا. يا فرحة ما تمت ومن محافظة الخبراء تحكي لنا الموظفة "فاطمة الهذلول" - مراقبة في إحدى المدارس - عن معاناتها قائلةً: لكم أن تسألوا عني فأنا أعمل على بند الأجر اليومي منذ 12 عاماً بحماس ومثابرة لا يشوبها ملل ولا كلل، بل إنني لا أرفض أي مهمة توكل إليّ، لدرجة أنني أتلقّى اللوم من زميلاتي على تجاهلي للضغط النفسي الكبير الذي ينتابني، والآن وبعد سنوات الخدمة الطويلة وبعد انتظار أطول على أمل تحسين وضعنا الوظيفي استبشرنا بخبر القرار الأخير ولكن يا فرحة ما تمت، مؤكدةً أن حقوقهن أُهدرت ورواتبهن ضاعت بين أجور النقل و غلاء الأسعار. أحمدوا ربكم وأوضحت "فاطمة" أنها عندما تواصلت مع المسؤولين كان ردهم: "أحمدوا ربكم أنتم أحسن من غيركم"، و كأننا نطالب بأكثر من حقنا الوظيفي، مضيفةً أنها أم لابنتين وتتقاضى راتبا لا يتجاوز 1400 ريال، وعندما طلبت صلاحية نقل إلى المحافظة التي أسكنها، رفضوا على اعتبار أنني على بند الأجر اليومي، بل حتى التأمينات رفضتني لأني غير رسمية ولا أملك أية مستحقات ولا سنوات الخدمة، متسائلة: إلى متى إني سيستمر هذا الوضع؟. لا أتمنى الترسيم أما الموظفة "أمل الجريبان" فقد بدأت العمل على بند الأجر اليومي بعد صدور القرار سنة 1426ه، الأمر الذي جعل قرار التثبيت لا يشملها، لكنها تخبرنا أنها تحمد الله على ذلك ولا تتمنى أن تترسم كباقي زميلاتها، بعد أن سمعت معاناتهن حول هدر الصلاحيات والمستحقات بشأن التثبيت الوظيفي، والذي لم يترتب عليه شيء سوى التمسك بأمر الترسيم والانتظار سنوات أخرى قادمة لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً.