يتقاضى موظفو بند الأجر اليومي الذين يعملون في وظائف رسمية بجهات حكومية أجرهم يوماً بيوم، حيث يحسب لهم الشهر 22يوماً فقط وبواقع أقل من 55ريالاً يومياً. حيث تضطرهم الظروف يوما الى الاستدانة من البقال وسحب التموينات "على النوتة" حتى تتيسر الامور. ويقترضون المائة ريال والخمسين ريالا من العامل الذي يمهلهم حتى يتقاضوا رواتبهم ويطالبهم آخر الشهر بما له عندهم؟! ومع ذلك لم يشملهم المرسوم الملكي القاضي بترسيم موظفي البنود المؤقتة ولا يعرفون لماذا.. معاناة طويلة يقول بدر جديع العنزي (موظف بادارة تعليم البنات بمنطقة تبوك) اعمل على بند الاجر اليومي حاصل على الثانوية العامة ومعي دبلومة حاسب آلي لمدة ستة اشهر وشهادة خبرة من احدى شركات التأمين الكبرى.. ويضيف: انني اعمل منذ اكثر من ثلاث سنوات ونصف على عقد الاجر اليومي براتب مقطوع مقداره 1.200ريال. والتفاصيل كما يحكيها بدر: "منذ ان تعينت على هذا العقد وانا انتظر اليوم الذي يحسن فيه وضعي الوظيفي وعندما امر خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بترسيم جميع موظفي بند الاجور والمستخدمين وممن يعمل على الوظائف المؤقتة، فرحنا انا وزملائي ورحنا نتبادل التهاني وبعدما قمنا بتجهيز ملفاتنا لرفعها مع زملائنا موظفي بند الاجور فوجئنا بقول المسئولين بالوزارة والادارة ان قرار الملك لايشمل موظفي الاجر اليومي.. يقول بدر: "لماذا.. قلناها بحرقة، قالوا ان المرسوم الملكي لم يذكر به انه يشمل موظفي الاجر اليومي علما انه يندرج تحت قائمة البند المؤقت وعلما بان قرار الترسيم جاء وكنا على رأس العمل منذ اكثر من سنة، صدمنا واحسسنا بحسرة السؤال في قلوبنا: لماذا لم يشملنا القرار؟ علما اننا نحمل الشهادات التي تؤهلنا لمراتب جيدة وراتب ممتاز. والى الآن لنا اكثر من ثلاث سنوات ولم يتغير وضعنا ويتجدد عقدنا مع بداية كل عام وينتهي بنهاية العام الدراسي، ليس لنا اجازات مرضية او اضطرارية او اجازات لتقديم واجب العزاء خارج منطقتنا واذا اردنا اجازة يحسب لنا غياب ويخصم من الراتب، وهذا هو حالنا موظفين علينا واجبات وليس لنا حقوق وهناك موظفون من موظفي الاجر اليومي يقومون بالاقتراض من عمال الادارة لدينا، كما أن العمالة يقرضون السعوديين وعند نزول الراتب يطالب العامل بطلب حقه من الموظفين وهذا ونحن ابناء البلد اننا بصراحة في وضع لا يعلمه الا الله.. ويضيف: اخبرونا كيف يتصرف انسان متزوج ويسكن بالايجار ولديه ديون والتزامات مالية كثيرة براتب 1.200بالشهر وينقطع ايام الاجازة الصيفية، لقد بتنا نترقب الصحف كل يوم لعل وعسى ان يصدر امر ملكي آخر لتثبيت موظفي الاجر اليومي فقد اصبح حلم الترسيم يطاردنا ليل نهار ولانعلم سيتحقق ام لا. ولقد راسلنا وزارة الخدمة المدنية باسم موظفي الاجر اليومي وبتوقيعنا ولكن رجعت لنا المعاملة وابلغونا ان مشكلتنا قيد الدراسة وهذه الدراسة لها اكثر من ثلاث سنوات ولم تنته. وترجع المعاملة لنا سواء المرسلة للمالية او للخدمة المدنية او لوزارة التربية ومكتوب عليها لاكمال اللازم، وتبدأ رحلتها من الاتصالات الادارية الى مكتب المدير ثم المساعد للشئون الادارية والمالية ثم شئون الموظفين ثم تذهب لملف الحفظ وتحفظ، وهذه رحلة كل معاملة والله المستعان.. نحن أيضاً مؤقتون ويحدثنا الموظف ثامر فالح البلوي (بادارة تعليم البنات بتبوك) الذي يعمل بالاجر اليومي منذ عام 1425ه براتب 1200ريال مقطوعة بنهاية كل عام دراسي قائلا: "جاء قرار الترسيم الذي امر به خادم الحرمين الشريفين قبل ثلاث سنوات فقرة خاصة بالعاملين على البنود المؤقتة ولا اعلم لماذا يتجاهل مطبقو القرار هذه الجزئية، فنحن موظفي الاجر اليومي نعمل على بند مؤقت ويشملنا قرار الترسيم بالضرورة فلماذا لم يطبق؟! ويضيف: "انا شاب احمل الثانوية العامة ودبلوم الحاسب الآلي ولي خبرة لمدة ثلاث سنوات ونصف ولا زلت اعمل على نفس عقدي وعلى نفس راتبي الضئيل الذي انفق منه على والدتي واخوتي اليتامى حيث توفي والدي رحمه الله منذ سنوات وترك برقبتي عائلة اصرف عليها. ومع الاسف فان المسئولين لايشعرون بحجم المسئولية الملقاة على عاتقنا والهموم التي اصبحت ترافقنا كلما حللنا او ارتحلنا.. ومازلنا مع ثامر الذي يقول: "نحن ككل موظفي الادارة علينا ان نقوم بكل الاعمال التي يقوم بها الموظف الرسمي غير ان الموظف الرسمي له زيادة سنوية ومرتاح نفسيا وله مرتب جيد يلبي احتياجاته وله اجازات مرضية واضطرارية وسنوية، اما نحن فنضطر للاقتراض من بعضنا البعض "لكي نمشي امورنا" رغم ان كل اوضاع موظفي الاجر اليومي مزرية وليس لنا اجازات لامرضية ولا اعتيادية ولا اضطرارية وفوق هذا كله التعب النفسي الذي نعيشه ليل نهار.. لن نتنازل! والى تعليم القصيم والموظفة نورة الغميز التي تشاركنا برأيها قائلة: "أمام مطالبة الجميع بالحصول على حقوقهم الوظيفية لا نريد ان يضيع في معمعة المطالبة حقنا المشروع نحن موظفي الأجر اليومي، فبعد معاناة وصبر دام لسنوات طوال آن لنا أن نتوقع خيرا. وتقول نورة: "عندما ورد للادارة تعميم يقتضي بدراسة وضع موظفي بند الاجر اليومي فرحنا وقلنا ان قرار الترسيم هو الخطوة التالية ولكننا فوجئنا بانها مجرد دراسة لم يترتب عليها شيء، اين الإنصاف وتحقيق العدالة بين الناس..!!! نحن لن نتنازل عن حقنا..فنحن لا نطلب المستحيل فقط تثبيتنا على وظائف رسمية فمن حقنا في بلدنا أن نتمتع بأبسط حقوقنا الوظيفية بان يتم تثبيتنا ورفع الظلم عنا والانتباه لمعاناتنا فلا يمكن لنا الاستمرار برواتبنا الهزيلة في ظل هذا الغلاء الذي لم يترك شيئاً بدءاً من الحليب والارز وانتهاء بالايجارات. دموع مظلومة! ومن محافظة شقراء تحكي الموظفة جواهر عبدالرحمن (مشغلة حاسب آلي بإدارة التربية والتعليم) معاناتها بعفوية قائلة: "شهادتي دبلوم حاسب (شبكات) بعد الثانوية، ومنذ عام 1424ه اعمل على بند الأجر اليومي بمسمى مشغلة حاسب، حيث اقوم بجميع الأعمال التي تتطلب حاسباً في المدرسة من عمل الملفات والسجلات والإعلانات وكذلك سجلات المعلمات غير الصادر والوارد في الإدارة وكذلك أعمل على برنامج معارف وماادراك ما معارف وأعماله من إدخال البيانات الخاصة بالطالبات والمعلمات والموظفات ومن إدخال التقويم للطالبات وغير ذلك.. وتسترسل جواهر قائلة: "لم تكتف المدرسة بهذه المهام فجعلوني رائدة نشاط ايضا، اي انني اتحمل تنظيم واعداد الاسابيع المحلية والله ما يقوم بهذه الأعمال الا انا وإذا ارادوا ارسالها للإدارة بالكاد يضعون اسمي فاخاف ان اعترض فتمل المديرة ولا تطلب تجديد عقدي لاني ارى زميلاتي بمدارس اخرى إذا جاءت نهاية السنة تبدأ مديراتهن بتهديدهن لو قمن باثارة اي مشكلة او مطالبة باي حق فلن تطلب المديرة تجديد عقودهن.. وتقول جواهر: "وياليت الراتب الذي اتقاضاه يكفي او يناسب والله اني اصرف منه على أعمال المدرسة رغم وجود ميزانية خاصة للنشاط لكني استحي كلما احضرت شيئاً احضر فاتورته! وتقول: اتقاضى (85) ريالاً في اليوم ويخصم الخميس والجمعة والإجازات وطبعاً ليس لنا إجازات مرضية او أمومة حتى ان المراسلات اللواتي يوصلن الاوراق بين المكاتب في المدرسة وضعهن الوظيفي افضل مني، وها نحن في اجازة ولن يصرف لنا رواتب الا في شهر (ذي القعدة القادم او ذي الحجة) هذا إذا جدد عقدي..! وتضيف: "والله قمة القهر...فزميلتي على بند الاجور تم ترسيمها وانا على بند الاجر اليومي لم يتغير وضعي، ولكم خنقتني العبرة وانا اشعر بالظلم، الا يقولون لكل مجتهد نصيب فاين اذن نصيبي ولماذا لايتم تثبيت جميع موظفي البنود. كما قال الأمر السامي، ان أملنا في الله ثم في ابي متعب ان يتمم العدل والمساواة بيننا وبين جميع البنود التي تم ترسيمها لأننا جميعا ابناؤه والأسعار غالية والراتب قليل ونحن نعيش في مملكة الانسانية التي يحسدنا الكل عليها. مديرة مع الفارق! هل سمعتم يوما عن مديرة تكون على بند وراتب أقل من راتب المستخدمة التي تعمل معها؟ تعالوا معنا الى "مدينة الخرج" فهي قصة مديرة شؤون الطالبات نورة عبدالله محمد الدوسري التي تقصها قائلة: "درست واجتهدت حتى حصلت على شهادة بكالوريوس دراسات إسلامية عام 1423ه ولم يتوقف طموحي فأخذت دبلوم حاسب آلي لمدة سنة وكنت أطمح بأن أكون معلمة بقدر شهادتي لكن لم يكتب لي الله... فرحت كثيراً عندما أتتني وظيفة إدارية بكلية التربية الأقسام العلمية بالخرج يوم 1425/6/2ه وشعرت بسعادة بالغة اذ يكفي بأني ساحصل على راتب يعينني في حياتي فأنا لم أتزوج وعمري يقارب 29سنة ولا أريد أن أصبح عالة على أهلي، عندما دخلت الكلية كنت نشيطة ولم اغب يوماً لدرجة رفعت الأيام الاضطرارية ولم استهلك إلا يوماً منها انتقلت في الكلية من عمل إلى عمل آخر لم أرفض أي عمل و كنت اعمل بجد وكنت أحيانا اجلس لوقت متأخر في الكلية يمتد أحيانا لليل ولم يسيطر اليأس على قلبي كنت راجية بأن يحل الله مشكلتنا وأن يمن علينا بفرجة كنت في البداية اقبض 1.789ريال وبعد الزيادة الملكية أصبح الراتب 1.895ريال وفرحناً واستبشرنا خيراً بأنا سوف نثبت فذهبت السنة تلو السنة وكل يوم يقولون لنا الشهر الثاني ويأتي الشهر ويذهب ولم نر تلك البشرى التي تناقلت بيننا، فقل الحماس ودب اليأس، ماذا تتوقعون.. راتب قليل وأمان وظيفي منعدم وعطلة لا نتهنى بها ودوام فترات العطلة، أعمال كثيرة تنصب علينا وعندما نسمع بخبر عن التثبيت ونسأل المسئولين ننصدم بأن بندنا لا يعلمون له مسمى وبأننا لسنا ممن أمر خادم الحرمين بتثبيتهم لماذا؟ ما ذنبنا ما الفرق بيننا وبينهم شهاداتنا تحمل نفس المسمى وأعمالنا تتشابه وتزيد.. لقد حققت بوضعي هذا الوضع المقلوب بين المديرة والمستخدمة وعسى الله ان يفرجها... بند بدون مسمى! وبدورها تحدثنا موضي الدوسري الحاصلة على شهادة البكالوريوس لغة انجليزية وموظفة بند الاجر اليومي عن معاناتها مع الوظيفة التي بدأت منذ خمس سنوات قائلة: "انا موظفة على هذا البند براتب 1.950ريال رغم أنني في البداية فرحت بالوظيفة لأنها تحقق لي الاستقلال المادي ورفع الحمل عن الوالد ومساعدته في مصاريف البيت فنحن عائلة ذات دخل محدود.. فكانت الوظيفة بالنسبة لي وسيلة لرد الجميل للوالد... فاجتهدت بالعمل ولم ارفض أي عمل وكل إلى... خمس سنوات وأنا اتنقل من عمل إداري إلى عمل إداري أخر في نفس الكلية.. وأتحمل ضغط العمل بابتسامة.. وفي أحيان كثيرة يوكل إلي أكثر من عمل إداري.. فانفذ متجاهلة الضغط النفسي والتعب الجسدي وكلي امل.. وعندما سمعت عن مكرمة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - فرحت بانتهاء معاناتي بتثبتي على وظيفة تناسب مؤهلاتي.. لكن فرحتي لم تتم.. وعندما سألت المسؤولين عن تثبيت بند الأجر اليومي.. جاء ردهم تحطيم لآمالنا بأنه لاتشملنا المكرمة الملكية الأولى ولا الثانية وانه لن يتم تثبيتنا ولن يتم تحسين أوضاعنا.. وسنظل ضائعين في هذه الدوامة (ليس لنا مسمى).. فنحن لسنا على بند الأجر المؤقت ولسنا ايضا تابعين لبند العمال وقد سمعنا بأنه قد يتم الاستغناء عنا واستبدالنا بموظفات جديدات رسميات.. علما بأننا موظفات في الكلية لانعرف إلى الآن نحن نتبع أي أي وزارة؟؟ هل نحن موظفات تابعات لوزارة التعليم العالي بعد انضمام كليات البنات إليها، ام تبع وزارة التربية والتعليم التي وظفتنا؟؟ .. حقوقنا كموظفات ضائعة.. ولايوجد لدينا أي أحساس بأمان وظيفي.. فالى متى سنبقى على هذا البند؟
