تعتبر مشكلة وهن العظام أو هشاشة العظام مشكلة شائعة لدى الكبار في السن فبعد سن الخمسين يصاب نصف النساء وربع الرجال بهشاشة العظام. والنسبة في معظم أجزاء العالم في ازدياد مخيف حيث ازدادت نسبة الإصابة بالهشاشة خلال الفترة بين 1990 إلى 2000م بمقدار 25% مما يجعل الهشاشة من المشاكل الصحيّة الكبرى في العالم. وانتشار الإصابة بالهشاشة جعل صناعة أدوية لمكافحتها من أسرع الصناعات الدوائية نمواً خلال العقود الأخيرة، فقد حققت علاجات الهشاشة أرباحاً تقدّر بحوالي 12 ألف مليون دولار خلال عام 2009م وحده. وفي شهر يونيو من هذا العام ، عام 2010م، صادقت هيئة الغذاء والدواء الامريكية على علاج آخرعلى شكل ابرة تحقن في الجسم كل ستة أشهر لعلاج فقد مادة العظم خاصة بعد توقف الدورة الشهرية لدى النساء. والدواء الجديد "حيوي" مما يعني احتواءه على بروتينات إنسانيّة معدلة وراثياً بدلاً من الكيميائيات المصنّعة. ولكن لا الدواء الجديد ولا العلاجات السابقة تجعل العظام قويّة، فكلها تجعل العظام اكثر كثافة ولكنها لا تجعلها أكثر قوّة. وقد نشرت جريدة النيويورك تايمز تقريراً عن العلاج الجديد في عدد 14 يونيو 2010م تذكر فيه الأعراض الجانبية للعلاج الجديد. وتقريباً كل علاجات الهشاشة لها اعراض جانبية من أهمها انخفاض مستويات الكالسيوم في الدم، والإصابة بحساسية شديدة في العينين، وآلام العضلات، والإصابة بقرح في المعدة، وغيرها الكثير. ومن المهم التنويه بأن علاجات هشاشة العظام تؤدي على المدى الطويل إلى سوء حالة العظام بدلاً من تحسينها لأن كل ما تقوم به هو خداع الجسم لينتج المزيد من مادة العظم التي تكون ضعيفة في الأصل بسبب سوء الحالة الصحيّة للجسم عامّة. ويشرح الدكتور جوزيف ميركولا في نشرته الطبيّة على الشبكة الالكترونيّة طريقة محافظة الجسم على عظام قوية حيث يذكر أن بناء العظام يقوم على دورات مستمرة من هدم مادة العظم وإعادة بنائها، فالجسم من خلال تلك الدورات يتخلص من الخلايا الهرمة والضعيفة ويحل محلها خلايا عظميّة قويّة. وعند الإصابة بهشاشة العظام تكون تلك الدورات مختلّة فلا يستطيع الجسم إحلال خلايا صحيحة محل التالفة بسبب نقص العناصر الغذائية في الجسم. وكل علاجات الهشاشة لا تبني خلايا عظميّة جديدة إنما تقوم بتكثيف الخلايا الموجودة لدى الإنسان في العظام فتصبح العظام غير مساميّة، أي مليئة بمادة العظم، ولكن تلك المادة ضعيفة مما يجعل الإنسان عرضة للكسور على الرغم من استعماله لأدوية الهشاشة. والاستمرار في استخدام علاجات الهشاشة على مدى سنوات يؤثر على قدرة الجسم على القيام بدورات إحلال مادة العظم المذكورة أعلاه مما يساهم في إضعاف العظام وتفاقم المشكلة.