اجتمعت لجنة المتابعة العربية مساء أمس الجمعة في مدينة سرت الليبية بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس لدعم قراره وقف المفاوضات مع اسرائيل في ظل استمرار الاستيطان، في حين تتسارع الجهود الدبلوماسية لمنع انهيار عملية السلام بعد اقل من شهر على اعادة اطلاقها. وسعى عباس للحصول خلال هذا الاجتماع الذي يعقد عشية القمة العربية الاسثنائية التي تستضيفها سرت، على دعم عربي لقرار القيادة الفلسطينية وقف المفاوضات مع اسرائيل في حال استمرت في رفضها تجميد الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة. بالمقابل، اتصلت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون مساء الخميس بالرئيس الفلسطيني وبحثت معه "الجهود الاميركية المستمرة لانجاح عملية السلام". واكد نبيل ابو ردينة المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية ردا على سؤال لفرانس برس حول ما اذا كانت كلينتون قدمت اقتراحات جديدة، ان المكالمة لم تحمل "اي جديد سوى تاكيد الاميركيين انهم مستمرون بجهودهم لتجميد الاستيطان وانهم مستمرون بالمحاولة مع نتنياهو حتى آخر لحظة". واضاف ان الرئيس عباس "اكد ان الفلسطينيين جاهزون لاستمرار المفاوضات شرط التجميد الشامل للاستيطان بشكل واضح". وكان عباس المح الى امكانية الاستقالة من منصبه في حال فشلت مفاوضات السلام وذلك خلال لقاء في عمان مساء الاربعاء مع اعضاء المجلس الوطني الفلسطيني. وقال خالد مسمار المستشار الاعلامي في المجلس الوطني والذي شارك في الاجتماع لوكالة فرانس برس ان عباس "سيضع النقاط على الحروف في قمة سرت وقد المح في اجتماعه مع اعضاء المجلس الوطني الى امور جديدة ومهمة سيطرحها على وزراء الخارجية العرب في القمة الاستثنائية". واكد انه "من ضمن ما المح اليه الرئيس هو تقديم استقالته، فقد قال امام اعضاء المجلس ان: (هذا الكرسي ربما اجلس عليه لاسبوع واحد فقط)". وفي تصريح يعكس انعدام ثقة القيادة الفلسطينية برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، اكد امين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه الخميس لوكالة فرانس برس انه "لن تكون هناك عملية سلام جدية وحقيقية ما دامت حكومة نتنياهو" تتولى الحكم في اسرائيل. وقبل اتصال كلينتون بعباس لم يخف فيليب كراولي المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية مخاوفه من انسحاب الفلسطينيين عندما اعلن "نريد ان تستمر الجامعة العربية في دعم المفاوضات المباشرة.. وسيكون من السابق لاوانه في هذه المرحلة عدم دعم المفاوضات". وظهرت الخميس بعض الاشارات من الاسرائيليين حول ما يسعون للحصول عليه مقابل تمديد تجميد الاستيطان لفترة محددة، وكشفت وعن وجود اتصالات اميركية في هذا الشأن. فقد ذكرت صحيفة يديعوت احرونوت ان نتنياهو يطالب بان يلتزم الرئيس الاميركي باراك اوباما بالتعهدات الخطية لسلفه جورج بوش مقابل تمديد جديد لتجميد الاستيطان. وقالت الصحيفة انه لاقناع وزرائه بهذه الخطوة "يحتاج نتنياهو الى نجاح سياسي، لهذا السبب يطالب باراك اوباما بان يؤكد المواقف التي تبناها جورج بوش في رسالة العام 2004". وكان بوش "عبر عن تأييده لان تضم اسرائيل الكتل الاستيطانية الكبرى في اطار اتفاق نهائي. لكن الادارة الاميركية الحالية ترفض الاعتراف بهذه الرسالة" بحسب الصحيفة. وردا على سؤال حول هذا الطلب قال ابو ردينة "لم نتبلغ اي شيء والاميركيون وعدونا بابلاغنا في حال وجود اي شيء من هذا النوع". وفي الاطار نفسه اعلن السفير الاسرائيلي في واشنطن ان الولاياتالمتحدة عرضت بالفعل على اسرائيل ضمانات مقابل تمديد تجميد الاستيطان