أخيرا وجدنا الدليل العلمي على ما كنا نعتقده من تأثيرات خفية من اطلاع الانسان واندماجه مع الجوانب الغير السارة في الحياة. ففي خبر نشرته جريدة الرياض منذ أيام حذر باحثون اميركيون من أن مشاهدة العديد من المسلسلات الطبية الدرامية والكثير من الاخبار الطبية علي التلفزيون قد يقلل من رضا الانسان في الحياة ويؤثر سلبا على صحته. ورغم أن البرامج الطبية تعزز ايضا التوعية والمعرفة الطبية إلا ان كثرتها تسبب الهموم على ما يبدو. فلقد اجرى باحثون بالولايات المتحدة مسحا شمل عينة من 274 طالبا في كلية الاتصالات بجامعة آلاباما حول انواع البرامج التي يشاهدونها وعن مدى رضاهم عن حياتهم. وأظهرت النتائج ان مشاهدة البرامج الطبية بكثرة تقود المشاهدون إلى الاعتقاد بأنهم معرضون لمخاطر وبأن هذه المخاطر كبيرة. كما انها تدفعهم للتفكير بالمرض أكثر وبأنهم غير قادرين على مكافحته وهو ما يزيد من معاناتهم . طبعا هذه تأثيرات متوقعة اما ما يتلو التفكير السلبي هو الوسوسة بالطبع ونعلم ان حالات كثيرة تأتي من احساس بالخوف المرضي – حالة تستدعي العلاج ايضا – اما الجانب الآخر من الصورة فيتعلق بالمعالجة أي مواجهة تلك الهموم الصحية المستعارة ومحاربتها بنفس الدواء. ففي موقع اليكتروني يبحث في نفس المواضيع قرأت ان الاشخاص الذين يتصرفون بإيجابية يكونون أقل عرضة للاحداث او الظروف المثيرة للتوتر. وللتخلص من مشاعر الاكتئاب والتوتر التي تصيب البعض عند تغيير الفصول او الانفعالات ينصح الخبراء بمشاهدة المسرحيات او الافلام الكوميدية التي تتيح الفرصة للضحك حوالي ربع ساعة على الاقل في اليوم. تخيلوا روشته من هذا النوع ...عدا افلام الابيض والاسود القديمة المضحكة . فحصول اي شخص على نصيبه الصحي من الفكاهة والضحك مفيد جدا, وذلك لارتباط مشاعر السعادة بانخفاض مستوى هرمون الكورتيزول المسبب للتوتر, ويزداد ايضا انبساط الاوعية الدموية عندها بفعل المرح مما يسمح بتدفق الدم بسهولة إلى جميع اعضاء الجسم وخاصة القلب والمخ ما يقلل من التوتر الذهني والعصبي .كما ان الشعور بالسعادة يساعد على مرونة الغشاء المبطن للاوعية الدموية ويقلل بعون الله من حدوث جلطات القلب فيما ايضا يزداد بهما إفراز مواد كيمائية تساعد على مقاومة الجروح والعدوى بالميكروبات .فأكثر العوامل التي تساعد على التوازن النفسي هو مشاهدة أو التفكير في الاشياء المرحة خاصة في الاوقات التي يتقلب فيها المزاج عند تغيير الفصول مثلا او التعرض للضغوط والمتاعب الحياتية . اما تقلب الطقس الذي بات أغلبنا يعاني من تبعاته هذه الايام من عوارض صحية عابرة كالصداع وآلام الظهر وبدايات البرد فمجرد معرفة علاقتها بتقلب الطقس والتغيير من فصل إلى آخر بمقدوره مساعدتنا على التعامل معها . ومدينة جدة الساحلية بطبيعة الحال في وضع تقلب طقسي معظم الاشهر خاصة مع التغييرات في المناخ التي اصبحت تتميز بها مناطق العالم كله.