يبدو أن "رأي الرياض" النقدي، تجاه عروض مسرح الدمام بدأ يترك أثرا؛ فهذا هو المخرج ياسر الحسن يعيد ترتيب عرضه المسرحي (ياما جاب لأمه)؛ واضعاً -على حد تعبيره- في عين الاعتبار الملاحظات التي نشرتها "الرياض" بُعيد عرض المسرحية التي شارك في بطولتها الفنان المصري أحمد بدير خلال مهرجان عيد أرامكو. وتدور حكاية المسرحية حول شركة مفلسة محملة بالديون يضطر صاحب الشركة لأن يسدد ديونه لموظفيه أسهما؛ إلى أن تأتي لحظة التحول مع انهيار البورصة وخسارة هؤلاء الموظفين لرواتبهم و ممتلكاتهم التي ابتاعوها من أجل دخول عالم الأسهم. المسرحية التي كتبها نهار الضويحي وأعيد عرضها مساء الاثنين في جمعية ثقافة وفنون الدمام؛ أجرى عليها المخرج سلسلة تعديلات فنية وواقعية؛ شاطبا الشخصية العراقية غير المنطقية إلى جانب، تبديل الممثلين (غياب العنصر المصري) وتغيير مواقعهم، لنجد أنفسنا أمام عرض اجتماعي كوميدي، لم يتوقف فيه الجمهور (نساء ورجالا) من الضحك، خصوصاً بعد مشاركة نجوم المسرح الكوميدي الشاب في الشرقية؛ فمن ناصر عبد الواحد المدهش بؤفيهاته وإيماءاته الفكاهية حتى آخر لحظات نهاية المسرحية مرورا إلى عبد الرحمن البودي الذي ظهر كما هو منسجما مع المجموعة، ومختلفا عما ظهر عليه في عرض (خليلوه) وأيضا، عبد المجيد الكناني الذي أبدل موقعه إلى شخصية أخرى أقرب إلى شخصية (شاب المطعم البدين) مولدةً مشاهد ضاحكة على خلاف عرض "الظهران"؛ وصولا عبدالله الجفال وعبدالله الحسن وعلي المعني والمونلوجست والممثل أحمد الناجم الذي أعطى مساحة أكبر، لتقديم شخصية "الهندي" المستهلكة دراميا ولكن الضرورية في صلب حكاية العرض. المسرحية ذات النكهة الشرقاوية الخليجية، جاءت مخلصة لهذا النوع من المسرح الكوميدي الساخر؛ وناجحة على مستوى الفرجة الجماهيرية وسط ارتفاع أصوات الضحك في المسرح؛ من الجانبين النسائي والرجالي، كعنصر هام في "تجلي" الممثل وتحريضه على أن يقدم كل ما يملك. دون أن يتخلى العرض عن الهم الاجتماعي ومشكلات الإنسان والشباب التي وجدت لها حضورا "تراجيديا" في العرض الكوميدي. النهاية السعيدة للعرض دفعت المخرج ياسر الحسن إلى إعلان أمنيته تقديم هذه الجرعة الكوميدية "الشرقاوية" في كل مدن المملكة وذلك بدءا من مدينة الرياض.