دعا الملتقى الوطني الأول لسيدات الأعمال إلى إيجاد هيئة وطنية خاصة بالمرأة تضطلع بإدارة أمور المرأة السعودية. وحدد المؤتمر في توصيته أن من مهام هذه الهيئة تكمن في تعميق ثقافة المرأة بدورها الاقتصادي والاجتماعي ومساعدة الجهات المعنية لإيجاد تقنين واضح ومحدد فيما يتعلق بدور المرأة في المجالات المختلفة ووضع إستراتيجية من قبل الدولة بمشاركة المرأة تهدف إلى تهيئة المجتمع إعلامياً وثقافياً لقبول وتشجيع دور أكبر ومشاركة أوسع للمرأة في مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمملكة وزيادة الاستفادة من استثماراتها في مناطق المملكة المختلفة بالإضافة إلى ضرورة التوسع في تعريف المرأة بالمجالات الاستثمارية المجدية في المملكة بصفة عامة وفي المناطق بصفة خاصة، وتذليل الصعوبات والمعوقات التي قد تواجهها كمستثمرة في هذه المجالات وتفعيل الآليات الخاصة بمحاسبة الجهات الحكومية التي لا تلتزم بتنفيذ ما تم رصده والاتفاق عليه في خطط التنمية بشأن المرأة. وشهدت جلسات المؤتمر الذي اختتمت أمس في الرياض تحت رعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة صيتة بنت عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود مشاركة 850 سيدة أعمال من مختلف مناطق المملكة على مدى يومين. من جانبه، أشاد أمين عام مجلس الغرف السعودية الدكتور فهد السلطان في تصريح له في ختام الملتقى أن الملتقى حقق الأهداف المرجوة من انعقاده مشيراً في نفس الوقت على أن مجلس الغرف السعودية سيعمل على إدراج الملتقى ضمن الفعاليات التي ينظمها بشكل سنوي نظير ما حققه الملتقى من نجاح تنظيمي كبير. وأكد السطان أن الاستثمار النسائي أصبح في السنوات الأخيرة من القوى الاقتصادية المتنامية في ظل ارتفاع مداخيل النساء في العالم والذي من المتوقع أن يصل إلى حوالي 18 مليار دولار سنويآً بحلول عام 2014م أي أكثر من ضعف إجمالي الناتج المحلي الإجمالي المتوقع لكل من الصين والهند مجتمعتين مضيفاً أن العنصر النسائي أصبح يمتلك مبالغ كبيرة من رؤوس الأموال المؤهلة لتمويل الاستثمارات مستشهداً بالنساء السعوديات حيث تبلغ ودائعهن في البنوك والمصارف أكثر من 100 مليار دولار منوهاً إلى أن معظم الشركات حاليا تسعى إلى ابتكار العديد من المنتجات والأفكار والمشروعات لاجتذاب هذه الأموال. وكان قد افتتح الملتقي أمس جلسته الثالثة بإدارة رئيسة وحدة الجودة والتطوير في كلية إدارة الأعمال سعاد المشعل ناقش فيها بعنوان(دور التمويل في توسيع فرص الاستثمار أمام العنصر النسائي) فقدمت المشرفة على الإدارة العامة النسائية للبنك السعودي للتسليف والادخار الدكتورة نوف العجمي ورقتها عن (دور البنك السعودي للتسليف والادخار في تمويلا المشروعات النسائية في المملكة) بينت فيها الدور الذي يقدمه البنك إضافة إلى مهام جديدة من ضمنها تقديم قروض بدون فائدة وإتاحة الفرصة للمرأة لإدارة مشاريعها الخاصة من خلال تسهيل التمويل لها. فيما طرحت مديرة القسم النسائي لصندوق تنمية الموارد البشرية نوف الكثيري ورقة بعنوان (دور صندوق تنمية الموارد البشرية في تمويل المشروعات النسائية) أوضحت فيها أن من برنامج الصندوق دعم البحوث والدراسات ودعم المشاريع النسائية وتمويلها بالإضافة إلى دعم المنشآت الصغيرة وأن الصندوق يتحمل50% من رواتب برنامج التوظيف المباشر. بعدها تحدثت نائبة مديرة مركز المستثمرات النسائي في صندوق المئوية منيرة الغامدي في ورقتها(دور صندوق المئوية في تمويل المشروعات النسائية) عن بداية الصندوق وفكرته وأهدافه التي تتركز في توفير وظيفة من خلال خلق مشروع تجاري. وختمت الجلسة الثالثة بورقة قدمتها مديرة في مركز باب رزق جميل ندين عبدالله بعنوان (تجربة برنامج عبداللطيف جميل في تشجيع المشروعات النسائية ) بينت فيها عن باب رزق جميل وأهدافه والخدمات التي يقدمها من توظيف مباشر بالإضافة إلى التدريب المنتهي بالتوظيف كما دعت إلى المشاركة في "الأسبوع العالمي للمبادرة" الذي يقام برعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز وينظمه صندوق المئوية في شهر ذي الحجة القادم . ثم واصلت جلسة العمل الرابعة والأخيرة ترأستها عضو مؤسسة لجنة التطوير المهني الوظيفي بالغرفة التجارية الصناعية بجدة الدكتورة نائلة عطار ودار محورها حول (التجارب الاستثمارية النسائية الناجحة) وكان الحوار فيها لعضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة الدكتورة عائشة نتو. عقب ذلك بدأت مداخلات عدد من سيدات الأعمال كان أبرزها مداخلة من احدي سيدات الأعمال انتقدت فيها عدم التنسيق بين الجهات التي تقدم القروض واختلاف الشروط والمطالب من جهة إلى أخرى مما يشتت الجهود ويقلل من نجاحها فيما اقترحت زوجة السفير الدنمركي على المدارس الثانوية والجامعات بتقديم دعوة لأهالي الطلبة الخريجين لمناقشة التجارب والفرص الوظيفية المتاحة لأبنائهم لتسهيل اختيار الطالب للاتجاه المناسب لميوله ورغبته كما طالبت إحدى المخترعات التي لم تجد من يتبني اختراعها الدكتورة حمسة الحربي بإيجاد جهة تتبني اختراعات المخترعين والمخترعات في المملكة أسوة بالغرب . كما اجمع الضيفات على تعقد الإجراءات الروتينية التي تحد من انطلاق المرأة في المشاريع الاستثمارية وأخيرا طالبت إحدى المخترعات سيدات الأعمال بضرورة دعم المخترعين وليس الاكتفاء بمنحه براءة اختراع ، وطرحه كعمل استثماري متكامل . يذكر ان سفارة الكاميرون سجلت حضوراً مميزاً في الملتقى وتمنت السفارة الكاميرونية أن تقام مستقبلاً ملتقيات مشتركة بين الكاميرون والمملكة. جاء ذلك على لسان سوزان إيلو السكرتير الأول لسفارة الكاميرون في المملكة التي أبدت إعجابها بما شاهدته بمستوى تنظيمي رائع وللجهود المبذولة في سبيل ظهور الملتقى بالمستوى الذي يرقى إلى السمعة الدولية الطيبة التي تتمتع بها المملكة. وفي نهاية الملتقى قامت مدير عام الإدارة النسائية المكلف لمجلس الغرف السعودية هيفاء الحسيني بتسليم دروع الشكر والتقدير للمشاركات والمتحدثات .