هل ينبغي أن تهطل زخات الحب لنتلمس وجوده ؟ وهل لابد أن نقرأ أحرفه المليئة بالدفء لنذوب في تفاصيل الغرام ؟ إحدى صديقاتي وهي متزوجة منذ أكثر من خمسة عشر عاما تسخر من ما يطلق عليه رومانسية، وتدخل في موال ردح كوميدي متواصل مع من يفتحون أبوابها معها، لأنها تعتقد أنه لا يوجد رومانسية في هذا الزمن وترى أنها الحياة المستقرة بين الزوجين تغلفها المودة والرحمة ودوامة الأبناء، والعائلة الكبيرة، وهي تقول إنها لم تقل لزوجها طوال عشرتها معه كلمة(أحبك) بل هي ترى أنها معيبة ولا يمكن أن تنطق أو تقال، وهي تحبه فعلا ولكن عليه أن يلمس هذا الإحساس ولا يسمعه، وهو أيضا كذلك رجل جاد ومحترم في نظرها وعلاقتها معه تقوم على الاحترام المتبادل وتكوين البيت الآمن! صديقة أخرى تشعر أن حبها لزوجها هو كل وجودها كما يقول (لورد بايرون) بينما الرجل يرى أن الحب بعض وجوده، ورغم أنها الزوجة الثانية لرجل أكبر منها بحوالي 20 عاما إلا أنها تُغرم به وتعشقه، وتقول إنه لو عادت الأيام مرة أخرى وتقدم لي شباب لم يتزوجوا لاخترته هو فسألتها : ما الذي يجذبك إليه؟ قالت : إنه رومانسي وأنا أسمعها تردد الكلمة ببراءة وتعتقد أنني لم أصدقها أقسمت لي أنه في هذا الزمن لا يزال بيننا رومانسيون فحبيبي يأتيني يومين ويذهب إلى الأخرى يومين، يتفهم نفسيتي ويستوعب جنوني، ويستمع إلي بهدوء ويبقى مع أطفالي إذا أردت الخروج ، ولكن ليس هذا كل شيء بل إنه يخصص مرة كل شهر لنخرج معا دون أطفالنا إلى أحد المطاعم الرومانسية ذات الأضواء الخافتة والهدوء، ونجلس معا نتحدث عن الحب والغرام ورغم أنني متزوجة منذ أكثر من 13 عاما، ويتذكر عيد زواجنا ويحتفل به أولا بإحضار هدية حتى وإن كانت بسيطة، ثم نذهب للاحتفال بعيد زواجنا على ضوء الشموع، كما أنه يعرف حبي للورد ولذلك دائما ما يهديني لأنه هو وردة الحياة! وأنا استمع إليها مع ثلاث من الصديقات اللاتي انفجرن في موجة ضحك بينما صديقتنا الأخرى الصارمة التي لا تعترف بالحب وخرابيطه دخلت معها في جدال كوميدي(أقول إلى متى ستظلين في هذا الخبال؟حاشا أنت مجنونة وزوجك أجن منك) الأخرى قالت زوجي أربعيني انتهت الرومانسية بعد سنة من الزواج، ويعتبر الكلام فيها فضاوة وأنا اعتدت على ذلك النظام الحياتي معه والخالي من الرومانسية! الثالثة قالت : الله يخلف علينا مرة قلت له زي اليوم تزوجنا، قال(أقول فكينا من السيرة أنا خارج تبون شي، ولا عندكم السواق أنا بس اللي تزوجت كل الناس تهببت وتزوجت) المهم في الأمر وأنا أستمع للجميع تأكدت أن مفهوم الرومانسية يختلف من شخص إلى آخر مع انعدامها وغياب مفهومها الحقيقي لدى الغالبية، لأنهم يربطونها بتبادل أو تداول أو سماع مفردات الحب من الطرف الآخر أو تقديم هدية أو تذكر موقف أو مناسبة أو التعامل برقة، رغم أن مشوارا مشتركا بين الطرفين أو نقاشا هادئا أو ابتسامة صافية أو موقفا انسانيا قد يشكل قمة الرومانسية. يقول المغني جاستين تامبرليك (إنه يرى الرومانسية تكمن في أشياء أخرى صغيرة في الحياة فمثلا قد نطبخ معا أو نركب السيارة ونتجول بها ... هذه هي الرومانسية فالمهم هو عمل الأشياء معا) ترى ما مفهومنا نحن للرومانسية؟!