يتفاعل زوار جادة سوق عكاظ مع الأعمال المسرحية الدرامية التاريخية بينما تتزاحم العائلات مساء كل يوم على المدرجات المحيطة بالجادة لمشاهدة فقرات مسرح الشارع التي تؤدى باللغة العربية الفصحى وتحمل الكثير من جوانب الحياة والأنشطة التي كانت تتم في سوق عكاظ قديما، بينما يصدح ممثلون محترفون بأشعار المعلقات والخطب، وعلى مقربة منهم تسير قوافل الإبل والخيول مخترقة الجادة في منظر أشبه ببانوراما لحياة اجتماعية حافلة سادت في حقبة زمنية ماضية ثم بادت. عرض إنتاج العسل الطائفي بجادة عكاظ وكشف مدير عام البرامج والمنتجات السياحية في الهيئة العامة للسياحة والآثار حمد آل الشيخ أن تطوير البنية التحتية لجادة عكاظ من ناحية الإمكانيات وسهولة الوصول للمكان ساهم في زيادة الاقبال على فعاليات المهرجان، مشيراً الى جذب العروض المسرحية والفنون الشعبية لمرتادي الجادة، كما كان لمضاعفة عدد الحرفيين والحرفيات والأسر المنتجة والباعة المشاركين عن العام الماضي دور في إثراء معروضات السوق. ويتوزع أكثر من 200 حرفي وحرفية في خيام منشأة على شكل بيوت الشعر التقليدية لعرض أنواع من المشغولات الحرفية وممارسة أنواع من المهن اليدوية القديمة أمام مرأى الزوار، وسجلت جميع المحلات مبيعات مرتفعة خلال الايام الماضية. شيخ مهنة المفاتيح يشارك في سوق عكاظ وبين آل الشيخ أن صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار وجه بدعم الحرفين والحرفيات والأسر المنتجة لأن الكثير منهم يعتمد على هذه الحرف في إعالة أسرهم، وتم توفير محلات دون مقابل لهم لدعمهم ومساعدتهم، وتطرق الى اهتمام صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة وتوجيهه بزيادة أيام الفعاليات وبحث التوقيت المناسب لها، مشيرا إلى أن هناك إمكانية أن تكون فعاليات السوق في الإجازات القصيرة دون الحدث الرئيسي لسوق عكاظ، كما أن الجادة ستكون عنصر ربط بين القديم والحديث في كافة المجالات، مؤكدا أن المشروع الاستثماري الذي تطرحه الهيئة العامة للسياحة والآثار يعمل على أن يكون سوق عكاظ مدينة متكاملة على مدار العام. ومن جهته ذكر المشرف على المشروع الوطني لتنمية الحرف والصناعات اليدوية بالهيئة العامة للسياحة والآثار (بارع) المهندس سعيد بن عوض القحطاني أن عدد الحرفيين والحرفيات المشاركين في جادة عكاظ بلغ 300 حرفي وقد تقدم 150 حرفيا منهم للمنافسة على جائزة سوق عكاظ للاعمال الحرفية وبعد تم تطبيق شروطها ومعاييرها تم استبعاد نحو 60% من المتقدمين، وتم إخضاع أعمال 65 حرفيا وحرفية للتقييم من قبل اللجنة التي حكمت أعمالهم. وبين أن اللجنة بهرت بمستوى الإبداع في المنتجات المتنافسة وفاز 30 حرفيا بالجائزة حوالي 10% من إجمالي المتنافسين على الجائزة، مشيرا إلى أن الجائزة عبارة عن مجموعة جوائز نقدية قيمتها 130 ألف ريال توزع على 30 حرفيا في الحفل الختامي لسوق عكاظ، مبينا أنه تم حسم أمر الجائزة وتحديد المراكز المتقدمة، مبيناً أن معايير الجائزة تتمثل في التفوق والتميز، وأن تكون الأفكار مبتكرة في هذا المنتج، وأن تكون هناك دقة في العمل ويشترط أن يزاولها الحرفي أمام اللجنة والتقييم يتم على أن هناك قطعة مكتملة الصنع يتم عرضها في الحفل الختامي والقطعة الثانية يزاول عملها الحرفي أمام اللجنة، كما بين أن جائزة سوق عكاظ للحرفيين تم إقرارها هذا العام لدعم الحرف والصناعات اليدوية وتشجيع الحرفيين، وقد أقرت اللجنة هذا العام مشاركة حرفيين عرب من دول مجاورة ممن لديهم مهارات متميزة للاسترشاد بهم من قبل الحرفيين السعوديين وتبادل الخبرات، فهناك الآن حرفيون موجودون في جادة سوق عكاظ من خارج المملكة، ولدينا حرفيون يفوقون بعض أعمالهم ولكن الهدف تبادل الخبرات وسوق عكاظ سوق كل العرب. وكشف أن الجائزة مخصصة للحرفيين من داخل المملكة وهي في 6 مجالات وهي في صناعة السدو والنسيج بكافة فروعه (السدو - السجاد - الكروشيه)، التطريز والأزياء التراثية، صناعة المنتجات الخشبية، المنتجات الخوصية، الحلي والمنتجات الفضية، المنتجات الحرفية التي لها طابع ابتكاري، مشيرا إلى أن الابتكار هو المعيار الأساسي في الجائزة، وأن الحرفيات حققن 80% من قيمة الجائزة وذلك بحسب طبيعة فروع الحرف كالتطريز والسدو والخوص. وأشار إلى أن الأعمال الفائزة تؤول ملكيتها إلى الهيئة العامة للسياحة والآثار وتعرض في معرض عام للهيئة ويسترشد بها في المستقبل. يذكر أن مهرجان سوق عكاظ جذب خلال الايام الماضية وفوداً سياحية من مختلف دول العالم بالاضافة الى استقبال العديد من الجمعيات الخيرية والهيئات الإنسانية التي قامت بزيارة السوق.