كان يمكن للمرء أن يتمنى قطارا سريعا بين المدن الرئيسة والمناطق. من السهل بناء قطار يغطي المملكة. حسب ما نقرأ هناك قطارات سريعة تغني عن الطائرات. تصل سرعتها إلى أكثر من ثلاث مئة كيلومتر في الساعة. قطار كهذا يقطع المملكة من الخليج إلى البحر الأحمر في ثلاث ساعات. الصين تعمل الآن على بناء خط قطار سريع يغطي البلاد بأسرها.عند إتمام المشروع سيصبح طوله أكبر من طول شبكات القطار في العالم مجتمعة. القطار مشروع جيد لكن تجربة قطار المشاعر خيبت آمال المواطنين. لاأظن أن مواطنا قرأ قصة قطار المشاعر يتمنى قطارا بعد اليوم. قطار المشاعر اسم على مسمى. هز مشاعر المواطنين. لم يعد أمام المواطن سوى إعادة توجيه أمانيه ناحية النقل الجوي. الخطوط السعودية خرجت من قائمة الأماني وأخذت معها تجربة الناقل التجاري. ما العمل؟ سوق النقل في المملكة أكبر الأسواق في المنطقة. المملكة قارة. على غشامتي في هذا المجال لا يمكن أن أقبل أي ادعاء يتعلق بالأرباح. في بريطانيا حركة نقل جوي داخلي كبيرة. بريطانيا لا تتعدى مساحتها مساحة محافظة في المملكة. في الوقت نفسه هناك منافسة قوية من مختلف وسائل النقل. بريطانيا تملك واحدة من أكبر شبكات القطارات مقارنة بمساحة البلاد. سنتفق إذا قلت إن الإنجليز لن يطيروا عصفورا في الفضاء دون أرباح. لا شيء لله. أتذكر في الأزمنة الماضية اقترح تاجر سعودي إنشاء خطوط طيران خاصة. تعهد التاجر أن ينهي حكاية التأخير المزمنة التي تعاني منها الخطوط السعودية حينذاك قبل أن تتفاقم مشاكلها الجديدة التي أقعدتها اليوم. كثير منا لا يعرف ما هو الحل. لا تفيدنا معالجة القضية بشكل متقطع وعلى صفحات الجرائد. قضية المواصلات بين مناطق المملكة ومدنها قضية حاسمة على كافة الأصعدة. تقوم عليها التنمية والتطور والأمن. في عام 1983م تم انجاز مطار الملك خالد بالرياض. كان تحفة معمارية ومطارا عالميا. أتذكر كانت ماليزيا تبني مطارها الدولي الأول في نفس الوقت. كنا نقارن بين المطارين. في عام 2001 ذهبت إلى ماليزيا. تذكرت جدلنا حول الموضوع.سألت عن المطار الذي نافس مطار الملك خالد. قالوا لي موجود ولكنه أصبح قديما. هذا المطار الذي تقف عليه الآن بني حديثا. أصبح في كوالالمبور مطارين, بينما حركة النقل في المملكة لم تحتج حتى الآن إلى الصالة الرابعة الاحتياطية في مطار الملك خالد. تتحمل الخطوط السعودية جزءا كبيرا من المسؤولية. في عصرنا الحاضر البضاعة تولد الزبائن. لم تعد التجارة تتحسس حاجة الناس. أصبحت التجارة تؤسس حاجات جديدة وتخلق مستهلكين جدد. تلاحظون كل خطوط العالم تخترع منتجات سفر جديدة. الذي يقرأ منتجات الخطوط السعودية التسويقية سيرى نفس المنتجات التي بدأت مع الداكوته والكونفير قبل ستين سنة. حجاج، مدرسون، صيفية، عمال لشرق آسيا. تاريخ الخطوط السعودية يؤكد جمود حركة النقل. أعتقد أن الحل هو الثورة الشاملة على هذا الجمود. فشل الخطوط التجارية يعود إلى تفشي ثقافة الخطوط السعودية. عقلية موظف الحكومة العجاز لا رجل الأعمال الديناميكي.