الزمن يسير ونحن نركض عبر طريق التنمية الوطنيه التي شملت ولله الحمد كافة أرجاء هذا الوطن الكبير بمساحته الشاسعة وحُب أهله له ولترابه ولقيادته حتى غدا حُبنا وتلاحُمنا محل التقدير والإكبار عند كثير من الأقطار حُبنا الذي رضعناه ونحن أطفال من ثدي الوطن وعلمنا أباؤنا ونحن في طريقنا للمدرسة أن نحمل جزء عم لأن المسلم الصالح يحب دينه ثم مليكه ووطنه فالتزمنا بذلك وحفظناه في العقل والقلب وطبقناه على ارض الوطن. إن حُبنا يموج بملء معانيه ليردد لبيك ياوطن الخلود لبيك ياضمير آلامه لبيك ياروعة الدنيا في جميع اتجاهاتها الأربع لبيك ياصوت الحق ومنبع النور ومهبط الوحي ومسرى رسالة الحق وإذا كنا نحب أرضنا فنحن نحب قيادتنا ونبادلها الطاعة والولاء بعد طاعة الله عز وجل وهذا هو عهدنا لقيادتنا منذ أن وحد هذا الكيان الموحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه - وما نلمسه من تآزر وتلاحُم بين القيادة والشعب هو تجسيد حقيقي للحمة الوطنية الطاهرة وعمق التلاحم الأصيل الذي لم تصنعه الشعارات والمصالح الشخصية وإنما ولدته الفطرة والحب النظيف الخالي من النزاعات العرقيه كي يبقى وطناً صامداً في وجه كل شر يراد له أو مكر يدبر ضده تُطل علينا في كل عام ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعوديه لتُعيد إلى الأذهان هذا الحدث التاريخي الهام ويظل اليوم الأول من الميزان من عام 1351 للهجرة يوماً محفوراً في ذاكرة التاريخ منقوشاً في فكر ووجدان المواطن السعودي كيف لا وهو اليوم الذي وفق الله فيه جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه - وجمع شتات هذا الكيان العظيم وأحال الُفرقة والتُناحر إلى وحدة وانصهار وتكامل . وفي هذه الأيام تعيش بلادنا أجواء هذه الذكرى العطرة (ذكرى اليوم الوطني) وهي مناسبة خالدة ووقفة عظيمة تعي فيها الأجيال قصة أمانة قياده. ووفاء شعب ونستلهم منها القصص البطولية التي سطرها مؤسس هذا الكيان الملك عبدالعزيز "رحمه الله"و رجاله المُخلصون وبما يتمتع به من حكمة وحنكة أن يُغير مجرى التاريخ وقاد بلاده وشعبه إلى الوحدة والتطور والازدهار متمسكاُ بعقيدته ثابتاً على دينه وقيمه حتى استطاع بتوفيق من الله ورجاله المخلصين أن يُسجل لأمجاد وطني بمداد من ذهب بعد أن كلل الله مساعيه بالنجاح فأمتد ملكه عزيز الجانب وطيد الأركان من الخليج إلى البحر الاحمر وجعل من هذه القبائل المتناثرة المتناحرة وحدة متماسكة كيان واحد شعاره لا إله إلا الله محمد رسول الله وفي مقياس الزمن واستلهام سجايا هذا الملك الفذ وتجربته الثرية وشجاعته تجعلنا نلقي الضوء على ماكان من أمر هذا الحاكم العادل. يُعد الملك عبدالعزيز رحمه الله من أعظم القادة الزعُماء ومن أبرز صناع التاريخ فهو أول بطل عربي مسلم أقام وحدةٌ وطنيه راسخة الجذور وطيدة الأركان على ارض الجزيرة العربية أساسها الدين الإسلامي الحنيف وبعدها ناضل في سبيل أعلا كلمة الحق عُرف عنه مخايل الرجوله والبطوله وتكامل الشخصية وحسن الخُلق وسعة الأُفق وكرم الطباع وصفات القياده والإيمان بالله ومن أشهر خطبه رحمه الله عندما قال :«أنا مُبشر أدعو لدين الإسلام ولنشره بين الأقوام أنا داعية لعقيدة السلف الصالح وهي التمسك بكتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وما جاء عن الخلفاء الراشدين أما ماكان غير موجود فيها فالمرجع بشأنه أقوال الأئمة الأربعة فآخذ منها مافيه صلاح المسلمين، أنا مُسلم وأحب جمع كلمة الإسلام والمسلمين». وكان فتح الرياض بداية مسيرة الملك عبدالعزيز -رحمه الله - حقق من خلالها توحيد هذه المملكه العربية السعوديه إلى أن انتقل إلى جوار ربه بعد أن وضع هذا الوطن بتوفيق من الله على مشارف المُستقبل وصار من بعده أبناؤه البررة حملوا راية العز والشرف وحملوا مسؤولية وطن وأمة بكل اقتدار بدءاً من الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد رحمهم الله حتى عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو سيدي ولي عهده الأمين الأمير سلطان وسمو سيدي النائب الثاني وزير الداخلية الأمير نايف وإخوانهم وأبنائهم حتى احتلت المملكه مركزاً مرموقاً بين الدول العصريه الحديثة وأصبحت وجهة للعالم لدورها الفعال في تحقيق السلام والتضامن والاستقرار فهنيئاً لنا بكم آل سعود وهنيئاً لكم آل سعود بهذا الشعب الوفي وهنيئاً لنا حُضن هذا الوطن الذي ننام على كفيه قريري العين الواقف على حدود نبضاتنا والممتد نحو شراييننا بلا حدود إنه وفاء قليل مني مما فاض به الوجدان تجاه أغلى مليك وأغلى ثرى و ماقدمه الملك عبدالعزيز وأبناؤه شاهداً عليه التاريخ فماذا سنقدم نحن الدم يرخص فداء للدين ثم المليك والوطن وكل عام والجميع بخير. * شيخ النواشرة عضو المجلس المحلي سابقاً عضو اللجنة الثقافية بمحافظة القنفذة