كشفت تقارير فلسطينية أمس عن أن الأجهزة الأمنية المصرية عمدت مؤخرا إلى تشديد إجراءاتها الأمنية على الشريط الحدودي مع قطاع غزة وفرضت إجراءات صارمة على عمل أنفاق التهريب. ونقلت صحيفة «الأيام» المحلية عن عمال فلسطينيين في أنفاق للتهريب أن جنوداً ومركبات عسكرية مصفحة شوهدت تنتشر على طول الحدود في حين واصل جنود مصريون اعتلاء أسطح بنايات مرتفعة تقع في الجانب المصري من الحدود. وأشارت المصادر نفسها إلى أن انتشاراً أمنياً مماثلاً شوهد في البساتين وعلى أسطح البنايات والمنازل الواقعة بالقرب من تجمعات الأنفاق، كما أن الإجراءات المذكورة ترافقت مع تشديد الإجراءات ضد أنفاق التهريب. من جهتهم، أوضح مالكو أنفاق أن عمليات بحث وتمشيط واسعة ينفذها الأمن المصري وأن العمل في أنفاق التهريب تراجع بصورة ملموسة خلال اليومين الماضيين، بحيث اضطر العديد منهم لوقف العمل في أنفاقهم بصورة مؤقتة. وأوضح هؤلاء أن السلطات المصرية تنفذ منذ يومين عمليات تمشيط مكثفة عند الشريط الحدودي، موضحين أنها نجحت في العثور على فتحات العديد من الأنفاق وإغلاقها، كما صادرت بضائع كانت في طريقها للقطاع. على صعيد آخر، طالبت حركة «حماس» أمس السلطات المصرية بالإفراج الفوري عن القيادي في الحركة محمد دبابش الذي اعتقله الأمن المصري في مطار القاهرة الأسبوع الماضي، واصفة الاعتقال بأنه «اعتداء على القيم القومية والسياسية». وقال المتحدث باسم «حماس» فوزي برهوم في مؤتمر صحافي بغزة، دبابش «أبو رضوان» كان أحد أعضاء لجان الحوار التي شاركت في حوارات القاهرة، وهو معروف لدى السلطات المصرية جيداً، وسافر في رحلة للعمرة بعلم وموافقة الطرف المصري، ولم توجه له أي اتهامات تمنع من سفره وعاد عبر الطرق الرسمية ليتم اعتقاله من مطار القاهرة، مؤكداً أنه كان في طريقه عائداً من رحلة العمرة إلى غزة، عندما تم إيقافه في مطار القاهرة في الثالث عشر من الشهر الجاري. واتهم برهوم وسائل الإعلام المصرية، التي وصفها بأنها مقربة من الحكومة المصرية، ب «نشر سلسلة من الشائعات» بشأن شخصية دبابش وحول خطره المزعوم على الأمن المصري، وذلك بهدف تبرير الاعتقال وتعريضه لمزيد من الضغوط والتعذيب. وكشف المتحدث باسم «حماس» عن اتصالات مكثفة ويومية مع الجانب المصري لمعرفة حقيقة هذا الاعتقال، تخللها وعد الجانب المصري الممثل في جهاز المخابرات المصرية بالإفراج عنه يوم السبت الماضي، ثم مدّد ذلك إلى الأحد ثم وعد بأنه سيفرج عنه يوم الاثنين الماضي، ولكن لم يتم الإفراج عنه. ونفى برهوم بشدة أن يكون تم ضبط أية أموال أو أجهزة اتصال لاسلكي مع دبابش، مشدداً على أنه كان في رحلة سفر تمت وفق الإجراءات القانونية وبعلم السلطات المصرية حيث سافر إلى السعودية لأداء العمرة واعتقل أثناء العودة. واعتبر الاعتقال «إساءة للعلاقات الفلسطينية المصرية».