لقيت الدورة السابعة والعشرون لأيام التراث الأوروبية إقبالا كبيرا هذه السنة من قبل عامة الناس وبخاصة في فرنسا حيث أطلقت هذه التظاهرة الهادفة إلى إيجاد علاقة مباشرة بين الجمهور الواسع والمعالم الأثرية تلك التي لديها صلة بشكل أو بآخر بالتراث . بل إن فريدريك ميتران وزير الثقافة الفرنسي قرر هذه السنة وضع الدورة السابعة والعشرين لهذه التظاهرة تحت شعار يقول إن وراء كل معلم أثر شخصية بارزة أو أن هذه المعالم أقام فيها رجال عظماء. وبلغ عدد المعالم التراثية التي فتحت في فرنسا يومي الثامن والتاسع عشر من شهر سبتمبر الجاري قرابة خمسة عشر ألف نظمت فيها قرابة عشرين ألف تظاهرة قدمت خلالها شروح مفصلة عن هذه المعالم وأهميتها بالنسبة إلى تاريخ البلاد. مبنى « الكونسيارجوري « حيث سجنت ماري أنطوانيت قبل إعدامها ومرة أخرى اتضح من خلال آخر دورات هذا التقليد الذي أطلقه دجاك لانغ وزير الثقافة الفرنسي الأسبق أن المباني التي تؤوي عددا من المؤسسات المرموقة في البلاد منها قصر الإليزيه ومبنى مجلس النواب لقيت إقبالا كبيرا من قبل الزوار. بل إن قصر الإليزيه أطلق هذه السنة موقعا خاصا لزيارات افتراضية في رحابه عبر الإنترنت مطعمة بأفلام وأشرطة ووثائق سمعية بصرية ثرية أسهمت في الكشف عن جوانب كثيرة من تاريخ هذا القصر. ماري كوري وماري أنطوانيت ونظراً لأن وزير الثقافة الفرنسي حرص على أن تكرس دورة هذه السنة العلاقة القائمة بين مبان معينة أصبحت جزءاً من التراث الوطني وبين شخصيات أسهمت بشكل أو بآخر في صنع تاريخ فرنسا القديم والحديث، فإنه تسنى للجمهور الإطلاع على كثير من مبان لديها علاقة بشخصيات سياسية وعلمية وفنية وأدبية وغيرها من الشخصيات التاريخية الأخرى. من هذه الشخصيات مثلا في باريس في مجال المعرفة ماري كوري عالمة فيزياء الإشعاع الفرنسية من أصل بولندي والتي ولدت عام 1867 وتوفيت في عام 1934. وقد اطلع الجمهور يومي الثامن عشر والتاسع عشر من الشهر الجاري في دائرة باريس الخامسة على المختبر الذي كانت تجري فيه السيدة كوري بعض التجارب التي سمحت لها مع زوجها باكتشاف عنصري الراديوم والبولونيوم وبالحصول على جائزة نوبل للفيزياء. ومن المعالم الأخرى التي لقيت هذه السنة إقبالا كبيراً من قبل الزوار مبنى " الكونسيارجوري" الذي يؤوي اليوم في باريس قصر العدالة والذي كان سجنا قبل الثورة الفرنسية وبعيدها . وفي هذا المبنى سجنت مثلا ماري أنطوانيت زوجة الملك لويس السادس عشر قبل إعدامها في ساحة الكونكورد عام1793.