كانت أزياء الطالبات (المريول) في السابق لا تخرج عن تصميمات محددة، أما في الوقت الحاضر فأصبح من المألوف أن "تتفنن" الطالبات في ابتكار الموديلات التي تتناسب بقدر الإمكان مع رسمية الزي المدرسي، فتبحث الأمهات في محال الأقمشة عن نوعيات معينة من القماش تتحمل تكرار اللبس والغسيل وتكون ناعمة ومناسبة لتقلب الأجواء، وغير ذلك من الصفات المختلفة، لكن هناك بعض المدارس انتبهت لتغيير وتمادي الطالبات المبالغ فيه أحياناً لرسمية (المريول) المدرسي، فقامت بتوزيع أوراق تحمل رسماً يوضح الزي المطلوب الالتزام به في المدرسة. بحث مستمر تقول "أم فهد المعجل": إنني أنظر إلى أول الأيام الدراسية بقلق وترقب، لأن أول استعدادات العام تبدأ بالزي الدراسي، لذا اهتم باختياره جيداً لبناتي، ولا يضيرني أبدا أن أبحث وأُنقب في المحلات عن أجود أنواع الأقمشة لخياطتها، مضيفةً أنها لا تشتري إلا الأقمشة الجيدة، بل وتحرص على أن تكون ملابس بناتها مريحة لهن وتتحمل الحركة الكثيرة والاستهلاك اليومي، موضحةً أنها تحرص كذلك أن تكون هذه الملابس مطابقة للمواصفات التي حددتها المدرسة، لكي لا تضطر لخياطة ملابس أخرى، أو يتعرضن بناتها لموقف لا يرضيها مع إدارة المدرسة، مشيرةً إلى أنها تحرص أحياناً على شراء (المراييل) الجاهزة، من أجل الهروب عن ضوضاء مشاغل الخياطة وملاحقتهم بين التعديل والرفض من بناتها، وربما كانت محلات بيع المراييل تبيع بأسعار رخيصة ومناسبة، وجيدة في نفس الوقت. «بنات الثانوية» يفضّلن «قصة الكسرات» والجيوب المخفية قماش رديء وتوضح الطالبة "نورة سليمان" التي تدرس في إحدى المدارس الخاصة، أنه عند التحقاها بالمدرسة الأهلية التي تبيع المراييل على الطالبات، صُدمت جداً برداءة القماش المستخدم في خياطتها، فقامت بشراء قماش آخر بنفس اللون لتفصيل ملابس جديدة، معتقدةً أن المدارس الأهلية تسترخص الأقمشة التي تستخدمها لخياطة الملابس، وتعمد إلى اختيار القماش بناء على عامل السعر، دون اهتمام بعامل الجودة، ومثل هذه النوعية من الأقمشة لا تتناسب مع الطالبات، ولا مع عامل الزمن وكثرة الغسيل وتغير الأجواء، وعن بقية أخواتها تقول: أسرتي تتأهب كلها لخياطة الملابس المدرسية الجديدة، والجو العائلي في المنزل ليلة إحضار الملابس يكون مفعماً بالسرور، خاصة إن كانت هناك طالبة ستنتقل من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة المتوسطة، فهي تسعد جداً بهذا الانتقال، وتهتم بتجربة ثوبها الجديد مرات ومرات. تصميم مختلف وذكر "محمد لطيف" - خياط - أن أغلب البنات اللاتي تبلغ أعمارهن بين 13 إلى 18 عاماً يخترن طريقة موديل المريول لوحدهن، وهناك الكثيرات اللاتي يتعمدن أن يكون المريول ذا تصميم مختلف وعصري مثل قصة "الكسرات" والجيوب المخفية. رغبة الزبونة وتوضح "خلود الهاجري" - صاحبة مشغل نسائي - أن بدء موسم المراييل المدرسية بدأ منذ منتصف شهر رمضان وتقول: يوجد لدينا أقمشة مراييل متنوعة حسب رغبة الزبونة، أما الأسعار فهي مختلفة تماماً عن المحلات التجارية، فالمرحلة الابتدائية 100 ريال، أما المتوسطة 150 ريالاً والثانوية 180 ريالاً، كما نوفر خصومات لأكثر من مريول، ذاكرةً موقف إحدى الأمهات التي اختارت لابنتها الوحيدة أربعة أقمشة وطلبت منا تصميم موديلات مختلفة، وقد دفعت قيمة خياطة ثلاثة مراييل، أما الرابع فكان هدية المشغل لابنتها. يحضرن أوراقاً ويذكر عبد الله سالم - بائع للمراييل الجاهزة - أنه منذ دخول العشر الأواخر انتعشت عملية بيع الزي المدرسي بشكل ملحوظ، كما أن الكثير من البنات يأتين برفقة أمهاتهن، وهناك أمهات يأتين لشراء المريول مصطحبات مقاسات البنات معهن، كما أن هناك الكثير من الأمهات يخترن الموديل، أو يحضرن أوراقاً تحمل الموديل حتى لا ينتج من ذلك تعارض مع رغبة البنات، مشيرةً أن الأسعار تتراوح بين 50 إلى 180 ريالاً، ويوجد إقبال كبير على شراء زي المرحلة الإبتدائية، أما المرحلة المتوسطة والثانوية فعملية البيع تكاد تكون أقل من المرحلة الإبتدائية. عرض أزياء وعن استعدادها للمدرسة تتحدث "فتون عبد الله" - ثالث متوسط - بفرح وتقول: بالأمس أحضرت زي المدرسة من الخياط وجربته وكان مناسباً ليّ وبنفس الموديل الذي طلبته إدارة المدرسة، موضحةً أنه لأن القماش غير محدد النوع فإني اهتم جداً باختيار النوعية الجيدة، مستغربةً من الموديلات التي تبتكرها الطالبات، حيث تتعمد بعضهن إلى اختيار درجات مختلفة من لون المريول، وهناك أيضاً من تفضل موديلات مختلفة للزي المدرسي، لتصبح المسألة عرض أزياء تختلف في الموديل وتتوحد في اللون، لافتةً أنه لا تقتصر مسألة اختيار وخياطة الزي المدرسي على الطالبات، فالأمهات يشاركن في اختيار ملابس البنات، وفي بعض الحالات لا يستشرن بناتهن في ذلك، إذ تقوم الأم بكل ما يتعلق بعملية اختيار وتصميم مريول المدرسة.