وجد أولياء الأمور أنفسهم في ورطة وهم في استقبال العام الدراسي الجديد، حيث أعلنت معظم المشاغل رفضها التام استلام أقمشة لمن يرغبون تأمين وحياكة الزي المدرسي لبناتهم، وذلك بسبب الضغط المتزايد، الذي تعاني منه تلك المشاغل، الأمر الذي نتج عنه سوق سوداء في هذا السياق. وشكا عدد من أولياء الأمور أنهم ومنذ بداية شهر شوال واجهوا صعوبات كبيرة في تأمين الزي المدرسي لبناتهن في بعض المراحل المدرسية، وذلك لرفض معظم المشاغل استقبال مزيد من طلبات الراغبين في تصميم الزي المدرسي. وعزا البعض بالضغط الهائل، الذي تواجهه محلات الخياطة في الوقت الراهن وقبل يومين فقط من بداية العام الدراسي، مما اضطر أغلب أولياء الأمور لشراء المريول الجاهز والذي ينتشر في كثير من الأسواق. ضغط على المشاغل وتقول منى باقر: طفت معظم المشاغل في جدة لتأمين الزي المدرسي لبناتي الثلاث، ولكنني عجزت عن إيجاد أحد يستقبل طلبي، إذ كانت تلك المشاغل ترفض استقبال مزيد من الاقمشة بحجة أن لديها الكثير من الطلبات التي تعجز عن تنفيذها في الوقت الراهن نظرا لشدة الاقبال على التفصيل. وشكت بعض السيدات من سوء وعشوائية تصميم بعض الأزياء المدرسية وارتفاع أسعارها بشكل غير طبيعي في محلات التفصيل، ورفضهم استقبال أي طلبات، إلا إذا كان السعر مضاعفًا، فمثلا إن كانت الخياطة في الأيام العادية للزي المدرسي ب60ريالا ففي هذه الفترة الحرجة يصل السعر إلى 120 ريالا للمريول الواحد، وهذا ما أكدته أم إيمان “ربة بيت”، التي أضافت: اضطررت لشراء زي مدرسي لبناتي جاهزا ووجدته الأفضل في السعر واختصارا للوقت، حيث لا يختلف عن الزي الآخر حتى أن أسعارها تقترب من سعر الزي المحاك في المشاغل. أسعار الخياطة باهظة من ناحيتها أكدت الطالبة منار الحربي “الصف السادس” قائلة: والدتي تفضل المريول الجاهز لأن معظم محلات الخياطة في هذه الفترة ترفض استقبال أي طلب إلا لو كان السعر مرتفعا. الزي الجاهز وتقول الطفلة هيا محمد بالصف الثالث الابتدائي: لا أحب إلا الزي الجاهز، واعتدت عليه منذ دخولي المدرسة في الصف الاول الابتدائي، مشيرة إلى انه يتميز ببعض الاشكال مما يتيح الفرصة لاختيار أكثر من موديل. خياطة من منزلها وأكدت خديجة الزهراني “ربة منزل” أن بناتها الأربع اللواتي في مراحل دراسية مختلفة لا يفضلن الزي الجاهز أبدا، لذلك أجد صعوبة في البحث عن مشغل يقبل بخياطة 8 أشكال من المريول المدرسي، ولكن إحدى الصديقات دلتني على إحدى السيدات “هندية” تعمل في خياطة الأزياء المدرسية في منزلها بجنوب جدة. وتضيف: صحيح أنها تأخذ اجرا مرتفعا في تفصيل المريول، إلا انها ملتزمة بمواعيد التسليم، لا سيما كلما اقترب موعد استئناف الدراسة. من جهته أكد غلام شاهر “بائع في محل للأزياء المدرسية”، أن الإقبال كبير على شراء الزي المدرسي هذه الأيام ويبيع يوميا ما يقارب 80 زيًا، أما آخر يوم قبل يوم الدراسة فقد يصل معدل البيع إلى 400 مريول يوميا، لمراحل الدارسة المختلفة. وعن سعر المريول يقول: يختلف من خامة مريول لآخر فالخامة الإندونيسية سعرها مرتفع، مقارنة مع نوعية القماش الصيني، ويصل سعر مريول المرحلة الابتدائية 60 ريالا والمتوسط والثانوي 70 ريالا. وأكد أحد الخياطين من الجنسية الهندية ويدعى امتياز أنه لا يقبل هذه الفترة أي طلبات نظرا لكثرة الطلبات التي وردت إليه من بداية رمضان، والتي يحاول إنجازها والانتهاء منها قبل موعد الدراسة، مشيرا إلى أن لديه أكثر من 250 زيًا يعكف على الانتهاء منها لتسليمها في مواعيدها.