جمال ونقاء وصفاء البشرة أهم الأهداف التي تسعى كل سيدة لتحقيقها والحفاظ عليها، ولا ترضى إلاّ أن تكون في كامل تألقها ورونقها، غير أن وجود الشعر الزائد في الوجه والجسم يؤرقها كثيراً؛ وتصبح إزالته هاجسها الوحيد بمختلف الطرق، وقد تخسر الوقت والمال في سبيل ذلك، ولكن في النهاية لا تجد ما يرضيها من نتائج. وفي الآونة الأخيرة زاد حجم وعدد المراكز المتخصصة لإزالة «شعر النساء» باستخدام تقنية الليزر، وفي المقابل كان هناك إقبال منقطع النظير من السيدات والفتيات اللواتي وجدن في تلك التقنية الطريقة العلاجية الفعالة التي تريحهن من عناء الطرق التقليدية. في هذا التحقيق نلقي الضوء على محاور مهمة فيما يخص إزالة الشعر الزائد أو غير المرغوب به باستخدام تقنية الليزر، من خلال تجربة عدد من السيدات ونصائح الأطباء المعالجين لتلك التقنية. د.خديجة: الليزرلا يسبب السرطان واستجابة البشرات الفاتحة أكثر الشعر الزائد "تهاني سالم" واحدة من بين الكثيرات اللاتي قمن بإزالة الشعر الزائد في الوجه بتقنية الليزر؛ لتتخلص من الإحراج الذي كانت تعيشه عند حضورها المناسبات الاجتماعية، وقالت: كنت أخجل في الأعياد والأعراس؛ بسبب الشعر الزائد في وجهي، فقررت التوجه الى أحد العيادات الخاصة ذات السمعة الطيبة في تقنية الليزر، وبعد عدد كبير من الجلسات تخلصت من تلك المشكلة ولم أواجه حينها أي آثار أو أضرار جانبية، مؤكدة أنها مع ظاهرة تجميل الشكل الخارجي لكن شريطة أن يكون ذلك وفق أصول علمية طبية وصحية وليس لمجرد التجميل، وذلك إما في محاولة للتقليد أو النظرة الطموحة التي تسعى دائماً إلى بلوغ الكمال والتي تفتقد إلى القناعة وعامل الثقة بالنفس. سيدة تتعرض لجهاز تسخين الجلد قبل الإزالة وكانت "سعاد الفاضل" إحدى السيدات اللواتي التقتهن "الرياض" في عيادة أخصائية الأمراض الجلدية، وقد أبدت رضاها عن النتائج وعبرت عن ارتياحها لهذه التقنية، مؤكدة أنها لم تتعرض لأي مشاكل صحية أو أعراض جانبية. وتضيف قائلة:"إن الكثير من السيدات يعشن عقداً نفسية؛ بسبب وجود شعر زائد خاصة على الوجه، وبسبب ذلك تعتقد السيدة المصابة بزيادة في شعر وجهها أن كل العيون تتركز عليها، وتمعن النظر فيها، وهذا ما يجعلها تحاول دائماً إخفاءها أو نزعها من مكانها أو التخلص منها بطرق تقليدية متعارف عليها، ولكن نجد أن تقنية الليزر حظيت بإقبال متزايد، خاصة في السنوات الأخيرة، وهذا يعود إلى ما تتمتع به من نسب نجاح كبيرة وخطورة أقل، وإن كانت الأسعار باهظة ومتفاوتة من عيادة إلى أخرى". إجراء الفحوصات وتشير "كريمة العنزي" الى أنها استطاعت أن تتخلص من هاجس إزالة الشعر غير المرغوب فيه بعد ثماني جلسات طبية لإزالة الشعر في الوجه والجسم، وقالت:"كلفتني جميع الجلسات ما يقارب سبعة آلاف ريال خلال ستة أشهر، وكان المقابل هو أني حصلت على نتيجة مرضية تبحث عنها كل سيدة، مشيرة الى أنه من الضروري التقيد والالتزام بالمواعيد وعدم استعجال النتائج مقارنة بما تسمعه من قريباتها وصديقاتها، فكل بشرة ولها طبيعة مختلفة عن الآخريات، محذرة في الوقت ذاته من المخاطر الصحية التي تنتظر كل سيدة تذهب إلى مراكز تنقصها الخبرة والدراية في العمل على أجهزة الليزر، مع ضرورة إجراء تحاليل للهرمونات واختبار منطقة صغيرة في الجلد المراد معالجته بتلك الطريقة. في حين تذكر "هنادي" أنها لجأت الى إزالة الشعر الزائد لديها بتقنية الليزر في إحدى العيادات الخاصة قبل موعد زفافها بشهور، غير أنها لم تجد النتيجة التي كانت تبحث عنها، وذلك بعد أن تعرضت الى عدد من الحروق الجلدية والتي أصبحت لافتة للنظر أكثر من وجود الشعر السابق، مما سبب لها الخجل والانطواء في بداية حياتها الزوجية، حيث تقول:"أصبحت زبونة دائمة للمشاغل النسائية لإزالة الشعر بالطرق التقليدية، كالفتلة و الشمع ثلاث مرات في الشهر، بعد أن كنت اذهب لها مرة واحدة فقط بالشهر". جهاز إزالة الشعر بتقنية الليزر أجهزة الليزر المنزلية من جانب آخر تعرضت "منال رشيد" لعدد من الحروق والبقع الداكنة في وجهها وأجزاء من ذراعيها بعد استخدامها لأحد أجهزة الليزر المنزلية، مشيرة إلى أنها انساقت خلف عدد من الإعلانات التجارية لذلك الجهاز، والذي يكفيها عناء الذهاب للعيادات والمواعيد والمبالغ المرتفعة؛ فقررت شراء الجهاز من أحد المندوبين عن طريق أحد المواقع الالكترونية، وللأسف كانت النتيجة ظهور الشعر بكثافة وأكثر سماكة من ذي قبل في منطقة الوجه، مع وجود بقع داكنة منتشرة في الجسم، وقد أمضيت الآن ما يقارب السنة وهي تتردد على العيادات الجلدية لمعالجة تلك الآثار الصعبة. الليزر لا يسبب السرطان! وتوكد "د.خديجة الأسمر" -أخصائية جلدية - على أن طبيعة نمو الشعر عند السيدات أو ما يسمى "الشعرانية"؛ تسبب لديهن عقد نفسية تؤدي بهن الى حالات من الخجل والانطواء والاكتئاب وتزيد المعاناة إذا كانت الطرق التقليدية غير مجدية، حيث إن هذه الطرق تستنفد الوقت والجهد، وتسبب الألم، وهي ليست سوى حلول مؤقتة ثم يعود الشعر بالظهور، ولكن إزالة الشعر الزائد بالليزر يعتبر وسيلة فعالة وطويلة الأمد وتكنولوجيا متقدمة تمت الاستفادة منها في شتى المجالات الطبية، وقد ثبت طبياً أنه لا توجد أي مخاطر مستقبلية أو احتمال تسرطن للجلد، وذلك يعود الى خصائص الليزر، فالتسرطن يحدث بسبب الأشعة التأينية أو المتشردة، موضحة أن شعاع الليزر يقوم بإرسال حزمة من الطاقة إلى جذر الشعرة الملون، حيث تقوم البصيلة بامتصاص هذه الأشعة مما يدمرها ويوقف نمو الشعرة. د.خديجة الأسمر أي منطقة من الجسم؟ وقالت: إن الليزر يناسب أي منطقة من الجسم تعاني من الشعر الزائد، وبما أنه يعالج أكثر من بصيلة في نفس الوقت فقد أصبحت معالجة المساحات الواسعة من الجسم كالظهر والأذرع والأرجل مسألة سهلة مثلها مثل المنطقة فوق الشفة أو الوجه، مؤكدة على ان إزالة الشعر بالليزر وسيلة آمنة؛ شريطة أن تتم المعالجة على أيدي خبير وتحت إشراف طبي، موضحة أن السيدة عادة تحتاج لعدد من الجلسات لإتمام المعالجة، ويعتمد ذلك على عدة عوامل أهمها المنطقة المراد إزالة الشعر منها (الوجه، الجذع، الأرجل)، حيث يختلف عدد الجلسات من منطقة لأخرى، وحسب لون البشرة وطبيعة الشعرة من حيث اللون والسماكة، وفي كل جلسة تلاحظ السيدة تحسنا نسبيا في معدل نمو الشعر وكثافته شريطة ألا يكون سبب زيادة نمو الشعر لديها هو اختلال هرموني، حيث يوصى في هذه الحالة بعلاج السبب أولاً، ثم العلاج بالليزر. الجلد والعين الأكثر خطورة وأضافت:"بالنسبة للبشرة فهي تنقسم إلى ستة أنواع حسب اللون، ويعتبر أكثرها صعوبة في العلاج بالليزر البشرات الداكنة، ولكن التقنيات الحديثة مكّنت من علاج هذه النوعيات من البشرات بأمان، مشيرة إلى أنه قد شاع كثيراً في الفترة الأخيرة العناية بالناحية الجمالية، والحصول عليها من أي مصدر حتى لو كانت عن طريق مراكز غير متخصصة، وغير مبنية على أسس علمية، كالصالونات والمشاغل النسائية"، مشيرة إلى أنه يجب التمرس وأخذ التدريبات والخبرة الكافية للتعامل معه؛ إذ إن له مخاطر محتملة يمكن تجنبها باتخاذ الاحتياطات اللازمة، مبينة أن أكثر الأماكن تعرضاً لمخاطر الليزر هو الجلد والعين، وأهم الاحتياطات اللازمة ارتداء النظارات الواقية التي تعمل على فلترة الأشعة الضارة للحيلولة دون وصولها الى شبكية العين، علماً أن لكل جهاز نوعاً خاصاً من النظارات الواقية؛ أي أنه لا تجوز العشوائية ولا التهاون أثناء تطبيق الليزر. استجابة البشرات الفاتحة أكثر وأشارت إلى أن نجاح عمليات الليزر يكون باختيار الحالات المناسبة للعلاج، فأكثر الحالات استجابة هم أصحاب البشرات الفاتحة مع لون شعر قاتم وسميك؛ في حين أن ذوات البشرة السمراء والشعر الوبري الخفيف من الحالات التي يصعب التعامل معها، حتى أن إزالة الشعر الوبري أحياناً تؤدي الى فرط نموه وكثافته، كما أن هناك حالات تناقضية أو ما يسمى paradoxaf وهي عبارة عن ظهور الشعر في أماكن لم يكن موجود بها مسبقاً، مثل ظهور الشعر في الرقبة بعد إزالة شعر الوجه، وهذه من الحالات النادرة. د.خالد العبدالوهاب اختيار الطبيب أهم وقالت "د.خديجة" إن النتائج المرجوة بعد إتمام العملية بعدد الجلسات المطلوب تتمثّل في شقين الأول، هو انخفاض الشعر بنسبة تتراوح ما بين 80 إلى 90%، والشق الثاني هو تحول الشعر المتبقي والذي لا يختفي من شعر سميك إلى شعر رفيع، وبالتالي تكون الفائدة على مستوى عدد الشعر وسماكته، ويمكن لسيدة الحفاظ على هذه النتائج بعمل جلسة واحدة كل ستة أشهر أو كل سنة بعد الانتهاء من المعالجة، بحسب نصيحة الطبيب المعالج، مؤكدة على أن كل أجهزة الليزر فعالة وآمنة إذا تم استخدامها بالطريقة الصحيحة، والخبرة هي التي تحدد نسبة الآثار السلبية، فقد نشاهد آثاراً سلبية من أفضل الأجهزة عند استخدامها بأيدٍ قليلة الخبرة والعكس أيضاً صحيح؛ لذلك لا بد من الحرص على اختيار الطبيب المتمرس ذي الخبرة الطويلة في هذا المجال، والمركز الذي يوفر أحدث التقنيات الطبية وأعلى درجات التعقيم والنظافة لكي تقل نسبة حدوث الآثار السلبية. الشعر لا يزول نهائياً وفي ذات السياق، يقول "د.خالد العبد الوهاب" استشاري أمراض وجراحة الجلد والليزر وزراعة الشعر، إن هناك عدة طرق لإزالة الشعر، فهناك الطرق التقليدية مثل الشمع والفتلة وكريمات مزيل الشعر، ولكن حسب الدراسات فمن أفضل الطرق لإزالة الشعر تقنية الليزر، وهذه الطريقة مكتشفة من عدة سنوات، وهي على عدة أنواع، ولعل أول نوع اكتشف اسمه "رويي" ولكن سببّ الكثير من المشاكل، فقلّ استخدامه، وهناك أنواع أخرى مثل السكندرايت، واندباج، ودايود وجميعها فعالة، ومنها ما يستخدم للبشرة الفاتحة، ومنها ما يستخدم للبشرة الداكنة، مشيراً إلى معلومة مهمة، وهي أن الشعر لا يزال نهائياً باستخدام الليزر، وإنما في كل جلسة يقللّ من سمك الشعرة ونموها ويصبح لونها أخف. وأضاف أنه لابد من فحص لون الشعرة وسمكها من قبل الطبيب المختص قبل البدء في عملية الإزالة، موضحاً أن أفضل أنواع الشعر استجابة لليزر هو الشعر الأسود والسميك؛ لذا فإني لا أنصح بإزالة الشعر الخفيف (الزغب) لأنه قد يؤثر الليزر سلبياً عليه، فيزيد من سماكته ولونه. وحذّر "د.العبد الوهاب" من أجهزة الليزر المنزلية المتوفرة في بعض الأسواق، حيث لايوجد عليها دراسات علمية، وليس لها مفعول واضح مقارنة بالأجهزة الموجودة في المستشفيات والمراكز الطبية؛ ولذلك لا ننصح باقتناء مثل هذه الأجهزة.