أثارت البرامج والفعاليات التي شهدتها العاصمة الرياض خلال أيام عيد الفطر لهذا العام والتي فاق عددها أكثر من مائتي فعالية، وأدخلت في نفوس سكان العاصمة البهجة والسرور، وأشعرتهم بسعادة حقيقية في مناسبة لا تمر عليهم سوى مرتين في العام، أثارت تلك الفعاليات رغبة أهالي الاحساء في رؤية ذلك الاهتمام والتنظيم والإعداد الرائع والمسبق لديهم، مؤكدين على أهمية توحيد الجهود بين الجميع لتكون احتفالية العيد أكثر تنظيماً وفاعلية. ودفعت تلك الفعاليات الأحسائيين للتساؤل عبر "الرياض": أين هي برامج وفعاليات العيد في الاحساء؟، أين الشركات والمؤسسات الكبرى عن المساهمة في مثل هذه المناسبات؟، ثم أين التنسيق المبكر بين بقية الجهات الحكومية لوضع رزنامة فعاليات خلال العيد؟. غياب الفعاليات أصيب "حسين أحمد" وزميله "عبدالمحسن الخلف" اللذان يعملان خارج محافظة الأحساء بصدمة بالغة، وهما يريان شوارع الأحساء ومنذ صبيحة يوم عيد الفطر لهذا العام وقد أصابها الهدوء المطبق، فظنا أن الأمر يقتصر على قريتهما الواقعة شمال مدينة المبرز التي يسكنان فيها، لكن صدمتهما زادت عندما جالا في شوارع مدينة الهفوف، ووجدا الصورة ذاتها تكررت في مدينة الهفوف، سيما أنهما توقعا أن يريا الفعاليات والكرنفالات تملأ المدينة. واستغرب المواطن "ناصر الصالح" من غياب الفعاليات في عيد الأحساء، مشيراً إلى أن أمانة الاحساء نجحت في خلق متنفس للأهالي في فترة الصيف عبر مهرجان "حسانا فله"، وبقي الدور على البقية ليساهموا في تقديم برامج وفعاليات في بقية المناسبات. وأبدى "ابراهيم الدوسري" و"سعد العرجاني" و"ماجد الفهد" امتعاضهم الشديد من غياب غرفة الأحساء وبقية الجهات الحكومية والشركات الكبرى عن المشاركة في تنظيم فعاليات في مناسبة العيد!، وتساءل "فهد الراشد":هل تختزل فعاليات العيد في العرضة السعودية أو إقامة مسابقة بسيطة هنا أو هناك؟. اجتهادات متواضعة ونفذ العديد من الجهات الأهلية عدداً من الجهود الذاتية الفردية والتي اتسمت في مجملها بالتواضع الشديد، وربما يعزو القائمون على تلك البرامج هذا التواضع إلى عدم وجود دعم مادي يسهم في الرقي بمستوى هذه الفعاليات. ففي بلدة القارة تولى المواطن "علي الشبعان" وبجهود ذاتية تنفيذ احتفالية كبيرة للعيد، ومثلها في بلدة الحليلة، حيث قدّم نادي العدالة عدداً من البرامج، ومثل ذلك فعالية قام بها نادي الجيل بالهفوف، كما قامت لجنة تنمية الكلابية بمهرجان للطفل، وبعض القرى الأخرى نفذت هنا وهناك برامج مماثلة، إلاّ أن الملاحظ على كل تلك الجهود رغم تقدير الجميع لها وللقائمين عليها أنها متواضعة، وتحتاج إلى الدعم والتنظيم لتظهر بصورة أكثر جاذبية، كما طغت على تلك الفعاليات العرضة السعودية. مسرحيات مكررة ومملة هذا العام مسرحيات مكررة! جمعية الثقافة والفنون بالأحساء حضور كبير ومميز في جميع مناسبات المحافظة، ولعل وقفة سريعة عند مهرجان "سوق هجر" في نسخته الأولى سيشعرك بمستوى ما تقدمه الجمعية من جهد رائع، إلاّ أن الجمعية ومن على خشبتها وخلال هذا العيد قدّمت ثلاثة عروض مسرحية كلها مكررة، ويكفيك أن تعرف أن مسرحية "حامض حلو" عرضت على خشبة مسرح حسانا فله لعدة مرات ناهيك عن عرضها على خشبة الجمعية ذاتها حتى مل المشاهدون منها!. وأبدى الكثير ثقتهم أن لدى الجمعية ومديرها "سامي الجمعان" القدرة على تقديم مسرحيات تجهز ومنذ وقت مبكر خصيصاً للعيد كما هو الحال في المسرحيات التي تقدم في العاصمة الرياض، وفي هذا الجانب فإنه لا بد من وجود جهات داعمة تدفع بالمسرحيين والجمعية لتقديم الجديد. طموح يتجدد وأبلغ "الرياض" عدد من الفنانين والمواطنين رغبتهم في أن يلبس عيد الفطر المقبل في الأحساء ثوب الفرح والبهجة، وتمنوا أن يروا خطوة عملية تلملم الجهود المبعثرة هنا وهناك التي كانت السمة الغالبة لعيد هذا العام، لتكون تلك الجهود تحت مظلة واحدة وتنسيق موحد ليظهر العيد أكثر إشراقاً، كما تمنى سكان القرى الشرقية والشمالية أن تشهد قراهم نصيباً من الفعاليات التي تنظم في مناسبات الأعياد؛ لينالوا نصيبهم في الاستمتاع بها، وعدم اقتصار تنظيمها على مدينة الهفوف كما هو حاصل دوماً. القارة احتفلت بجهود فردية متواضعة