في خطوة حملت في طياتها الكثير من الأهمية بعد جدل طويل، رفض المشرّعون في ولاية كاليفورنيا الأميركية مشروع قانون يقضي بحظر أكياس التسوّق البلاستيكية. وقد لاقى قرار الرفض هذا اهتماماً كبيراً من أقطاب صناعة البلاستيك في المنطقة الذين أشادوا به. و قد عارض غالبية المشرعين مشروع القانون المذكور على أساس أنّ الأكياس البلاستيكية ليست مصدراً أساسياً للتلوّث وعلى اعتبار أنّ مشروع القانون هذا لو تمّ إقراره، لكان ألقى على أكتاف المستهلكين وأصحاب الشركات على حد سواء عبئاً مالياً إضافياً وهم يعانون أصلاً ظروفاً صعبة. و قال السيد كيث كريستمان من المجلس الأميركي للكيمياء:" لقد عارض هذا الحظر أكثر من 500 جمعية وشركة. وبالإضافة إلى ذلك بدأت مؤسسات المجتمع المدني تبدي قلقها بشأن التكلفة الإضافية التي سيترتب عليها حظر الأكياس البلاستيكية على كاهل الاسر والتي ارتفعت إلى مليار دولار أميركي سنويا لاستبدالها بأكياس الورق في كافة أنحاء الولاياتالمتحدة منذ العام 2005." يُشارأنّ ولاية كاليفورنيا هي الولاية الأكثر تشددا من بين الولايات الأميركية الخمسين الأخرى في ما يتعلّق بالتشريعات البيئية لدرجة أنّ هذه الولاية وحدها لديها ستة مجالس وإدارات وهيئات تشكّل كلّها وكالة كاليفورنيا لحماية البيئة. وهي وكالة ذات صلاحيات تشريعية تهدف من خلالها حماية الصحة العامة والسلامة وتحسين البيئة وتعزيزها، تأكيدت على حرصها بأن تتمتّع ولاية كاليفورنيا ببيئة نظيفة وآمنة وسليمة. وعلى مستوى المنطقة، أشاد الاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات والكيماويات الذي يتخذ من دبي مقراً له بقرار الرفض هذا. من جانبه قال د. عبدالوهاب السعدون، الأمين العام للاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات والكيماويات: "هذا الموقف يدعم ويعيد الحجة التي يقدمها الاتحاد تكراراً رداً على نفس الحملة محليا و اقليميا المطالبة بحظر الأكياس البلاستيكية. وقد جرى مناقشة هذا الموضوع بالذات بشكل موسّع خلال منتدى البلاستيك الأول الذي نظمه الاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات والكيماويات في مدينة دبي وحضره ممثلون عن أهم الشركات المصنعة للبلاستيك ومسؤولون بيئيون من مختلف أرجاء العالم". وأضاف السعدون قوله: "إنّ مشكلة أكياس البلاستيك التي تتطرق إليها الصحف والمواقع الإلكترونية في المنطقة باستمرار من مصادر غير موثقة، يدفع للاسف بالعديد من الناس إلى الافتراض أنّها أقوال ووقائع صحيحة . بينما الواقع هو أنّ الأكياس البلاستيكية تشكل (1/7) المساحة فقط في مطامر النفايات، كما أنّها تستهلك كمية أقلّ من الموارد المتجددة وغير المتجددة خلال دورة حياتها. فأكياس الفاكهة والخضار البلاستيكية مثلاً هي الأكياس التي يمكن التخلّص منها بعد الاستعمال والتي تُعتبر فاعلة جداً من ناحية استخدام الموارد. فتصنيعها يتطلّب طاقة 70٪ أقل من الطاقة اللازمة لتصنيع أكياس الورق كما أنّها تنتج نصف كمية انبعاثات الغاز الدفيئة. إنّنا واثقون تماماً في أنّ الأكياس البلاستيكية يجب أن يعاد استعمالها في منطقة الخليج قدر المستطاع كما يجب أن يتم تحويلها إلى طاقة بعد أن تُستعمل بدلاً من إبقائها ملقية في أحضان البيئة". وفقاً لدراسة أجرتها شركة مور لإعادة التدوير Moore Recycling Associates Inc، لقد شهد مجال إعادة تدوير الأكياس والغلافات البلاستيكية في الولاياتالمتحدة نمواً بنسبة 28٪ في السنوات الخمس المنصرمة. كما أنّه من المتوقع أيضاً أن توظّف الشركات المعنية بتصنيع الأكياس البلاستيكية وإعادة تدويرها ما بين 8 آلاف و15 ألف شخص في الولاياتالمتحدة ويتوقع أن ترتفع هذه الأرقام بسرعة كبيرة في المستقبل القريب. وهذا ما سيشكّل حجة إضافية داعمة لاستخدام الأكياس البلاستيكية.