كان اليوم الاول من عروض مسرحيات عيد الفطر, حيث احتشدت الجماهير من الرجال والنساء منذ وقت مبكر امام مواقع العروض المسرحية حيث كانت نسبة اشغال المقاعد عالية جدا وشهدت عدد من المسرحيات جلوس الجماهير في الممرات بين المقاعد , التنظيم الجيد ووجود المراقبين واللوحات الارشادية التي تدل على مواقع العروض المسرحية , حيث يؤكد هذا الحضور الملفت اهتمام الجمهور بالمسرح الذي اصبح يشكل لهم ثقافة وفرحا في عيد الرياض. مسرحية «مستشفى المعاقيل » خرج العرض بشكل رائع وكوميديا من النوع البسيط الممتنع حيث انسجم الممثلون بشكل كبير على خشبة المسرح ليقدموا تشكيلا حركيا وفنيا جمله النص الذي امتاز بجرعات نقدية عالية لواقع العقلاء في زمن الجهل وتفشي الثقافة السطحية ليحول عالم العقلاء الى مجانين في عالم يعصف به الجنون على اكثر من مستوى , وقد اجاد المخرج صالح العلياني بتقديم عرض مسرحي وظف فيه الممثلون بشكل جيد واستغل كامل مساحة العرض على الخشبة في الحركة المسرحية كما استعان المخرج باضاءة موقتة وضعت يمين وشمال المسرح محاولا تفادي النقص الواضح في تجهيزات المسرح من الاضاءة المسرحية المختصة لمثل هذه العروض. مسرحية مستشفى المعاقيل ادى كل من نايف خلف وطارق الحربي واسامة القس وعبدالله الدوسري وشعيفان العتيبي والبقية من الممثلين دورهم بشكل متناغم حيث لعب نايف خلف دور دكتور يدير مستشفى المعاقيل الذي يتم تحويل العقلاء له نتيجة عدم قدرتهم على الامتزاج مع حالة الجنون الخارجية وقدم الفنان طارق الحربي دور المساعد « فله « ذلك الشاب الذي لم يسلم من حالة الجنون نتيجة مخالطة العقلاء ليعيش قصة حب يحاول ان يكون من خلالها شابا رومنسيا وغنيا ويصنع لمحبوبته شخصية وهمية تحبها اغلب الفتيات في وقتنا الحاضر , واستطاع محمد القس ان يقدم شخصية صاحب الانفصام في الشخصية الذي يعيش ادوارا متعددة في الحياة نتيجة ضغوطها التي تمارسها دورة الايام وتأثير الفضائيات عليه, وقدم عبد الله الدوسري دور احد المرضى الذي يطلق عليه اسم « فجاءة» كاساقط على حالة فنية اصبحت ملموسة في عالم الفن من فجائية النجومية التي اصبح البعض يتلبسها دون تعب او سهر للوصل الى تلك المرحلة حيث تحضر الشخصية مع كل كلمة « فجاءة « في اسقاط ساخر على نجوم يتم صناعتهم خلال ايام حيث تبدو الشخصية من مجانين العصر الحالي, وقدم الشاب شعيفان شخصية شاب دخل المستشفى نتيجة عدم تفهم مشاعره الطبيعية في الحب والذي اصبح في زمن المجانين امرا غير مقبول لذلك تم تحويله لمستشفى المعاقيل, نص المسرحية يعد من الكتابات الراقية على مستوى اللغة والمضمون من سامي الجار الله. قام فريق المسرحية بفكرة من المخرج صالح العلياني باهداء العرض تحية للفنان الرائد صالح الزير حيث كتب في بروشور المسرحية اخر عبارات الفنان صالح الزير والتي كانت من حوار اجرته معه «ثقافة اليوم» وتم تكريمه من قبل فريق المسرحية كلفتة رائعة من جيل مسرحي يجّل من سبقهم. الجدير بالذكر أن المسرحية تعرض على مسرح مركز سعود البابطين بحي الصحافة.