لم تتوقع "أم جنى" أن تخرج بطفلتها "جنى" التي لم تتجاوز عامها الرابع وهي تبكي في حال شديد بعد أن رفض أحد رجال الأمن التابعين لمدينة ألعاب ترفيهية في مدينة الدمام إدخالها وطفلتها لممارسة اللعب مدفوع الثمن في مختلف الألعاب، وبرر رجل الأمن للأم التي وعدت طفلتها قبل أيام عدة بالتوجه بها إلى الألعاب بأن مدير المجمع يرفض أن يلعب الأطفال إن لم يكونوا من موظفي إحدى الشركات الكبرى. وعلى رغم خروجها حزينة بسبب الموقف الذي وصفته ب"الحرج جدا"، إلا أن الطفلة التي واصلت البكاء حتى قدوم والدها لم تحصل على فرصة أخرى في نفس الموقع أثناء إجازة عيد الفطر المبارك، إذ أن الشركة تحجز الموقع في شكل كامل لموظفيها حتى إجازة العيد، ورأى عاملون في الموقع بأن ذلك مبرر، إذ أن الهدف الأول والأخير لأي مشروع هو ضمان الأرباح بالنسبة لصاحب المنشأة، وأن لا مكان للعواطف في ذلك "طالما أننا نسير وفقا للقوانين ولا ننتهكها بأي صورة من الصور". وأم جنى التي تختلف جذريا مع ما يقوله العاملون في الموقع رأت بأن مدن الألعاب الترفيهية يجب أن تكون للناس في أيام إجازة العيد، وأن لا تعطى بدافع الربح الكبير للشركات القادرة على دفع مبالغ كبيرة تفوق الشخص العادي، وتابعت بألم "صحيح أن هناك مناطق أخرى يلعب فيها الأطفال في مدن أخرى لأن السوق مفتوح في هذا الجانب، إلا أن من المنطقي أن لا يتجه المستثمر في هذا المجال إلى الربح المطلق، فمثل هذه المشاريع تحمل في طياتها مشاعر مرتبطة بالطفولة البريئة التي لا تفهم حسابات رجل الأعمال". عجلة ألعاب ضخمة تتطلب صيانة مستمرة وليس بعيدا عن رأي أم جنى قال مدير أحد المجمعات التجارية في محافظة القطيف علي العصفور: "إن المجمع يضم مدينة ألعاب كبيرة ويرتادها الناس في أيام العيد وفي شكل مكثف، بيد أننا لا نرفع الأسعار في أيام العيد، وأسعارنا ثابتة"، منتقدا بعض المدن الترفيهية التي ترفع الأسعار، وأضاف "لدينا في القطيف من يجعل دخول مدينة الألعاب مجانا طوال العام، وفي الأعياد يضع رسوما على الدخول تقدر بنحو 15 ريالا وربما ترتفع لتصل ل20 ريالا"، فيما رأى مدير إحدى المدن الترفهية في الدمام حيدر الطيب بأن من حق صاحب المنشأة الترفهية أن يربح، خاصة أن أرباحه التي يعتمد عليها لا تكون إلا في مواسم العطل أو الأعياد، واضاف "إن الربح يعني الاستمرار في العمل، كما أن صيانة وإصلاح المدينة الترفيهية أو بعض الألعاب مكلف"، مشيرا إلى أن صيانة لعبة كبيرة قد يستهلك نحو 50 الف ريال. وتابع "إن الاستعدادات التي تسبق العيد مكثفة في مدينته التي لم تعمل طوال شهر رمضان المبارك بسبب إجراءات الصيانة التي ينفذها فريق عمل مختص"، مشيرا إلى أهمية الصيانة التي تجنب وقوع حوادث قد تكون مميتة للطفل، واضاف "إننا نرفه عن الطفل بمختلف الوسائل ولسنا فقط نأخذ المال الذي يدفعه عنه أهله، إذ نأتي بالدلافين ونعمل الصيانة الشاملة للألعاب في شكل دوري وخاصة حين يقترب العيد". وعن الرقابة قال: "إن الدفاع المدني يتواصل معنا ومع غيرنا ويراقب سير العمل وصيانة المعدات، ونشهد أنه يأتي بمختصيه ليراقب ويكون في الصورة". وزاد "إن الصيانة ملكفة لكنها تجنب الجميع المخاطر، كما أن التاجر يضخ المال على المشروع طوال العام، إلا أنه يعوض في المواسم ما تم صرفه، وبذلك يحقق الربح"، مستدركا "ليس من المنطقي أن لا تخفض التذاكر في وقت تصبح معها الخسارة المادية متحققة". وعن الجوانب الإنسانية قال: "إننا نعمل على أن يدخل المعوقين في شكل مجاني ونوفر لهم مناطق خاصة لا يتم مضايقتهم فيها، إذ يستمتعون بها كبقية الداخلين لمدينة الالعاب"، مشيرا إلى أن المعوق يدخل ببطاقته التي تصدر له من قبل جمعيات خيرية. يشار إلى أن أصحاب مدن الألعاب الترفيهية يعانون من عقبات تعترض طريقهم، منها قلة الحصول على تأشيرات خاصة بعمال التشغيل، إذ لا تكون كافية حسب حجم بعض المدن، كما تأتيهم التأشيرة المسموح بها بعد أعوام عدة من التقديم عليها في مكتب العمل والعمال، كما لفتوا إلى أنهم يعانون من عدم تعويضهم بأي عامل سبق وأن منحت له تأشيرة خروج. طفلة تلعب في مدينة العاب ترفيهية