لم يدر بخلدنا ونحن نسير على طريق الساحل الجنوبي باتجاه ميقات يلملم أننا سندلف إلى واحدة من أفقر مناطق منطقة مكةالمكرمة وأننا سنرصد صوراً قاتمة السواد لأسر تعيش تحت مطرقة الفقر وسندان الجهل . قرية طفيل وأخواتها السعدية وسعيا والمجيرمة وضيم ودفاق أسماء متعددة لواقع واحد مغلف بمشاهدات تقطر إنسانية لأسر معدمة إلا من بقايا العفة عن السؤال وإنما تتجه على طول 100كم تجد الفقر والعوز إذا أصبحت صور سكن أهل البادية للخيام وأكواخ الصفيح ومساكن الحجر والبيوت الشعبية صورا تتناثر أمام الزائر بجلاء . وفي خضم تلك المشاهدات المحزنة يعمل معالي الشيخ عبد الله بن سليمان بن منيع مع أعضاء مجلس إدارة جمعيته جمعية البر لقرى جنوبمكةالمكرمة التي واجهت هموم هذه الفئات على التسويق لمشروع كبير هو إنشاء قرية نموذجية لسكان الخيام والأكواخ في مركز إمارة طفيل وقد عرض المشروع على إمارة منطقة مكةالمكرمة وباركه سمو أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز ووجه خمس جهات بتسهيل مهمة الجمعية . من جهة أخرى يواجه أولياء أمور أكثر من 500 أسرة جنوبيمكةالمكرمة هاجس إطلالة عيد الفطر المبارك القادم دون توفير ملابس العيد نظراً لظروف العوز والفقر التي تحاصر تلك الأسر والتي تعتبر طبقاً لمتخصصين في العمل الخيري أنها من أفقر قرى مكةالمكرمة . قرية الخيام وإذا كانت ملامح ليالي رمضان تفيض بجموع المتسوقين داخل كبرى المتاجر لشراء ملابس العيد من الماركات العالمية فإن مصلح الجحدلي يكشف عن اتجاه الميسورين من أبناء قريته جنوبمكة لمحلات بيع الملابس المخفضة أبو عشرة ريالات مبيناً أن بعضهم لا زال يعيش مخاوف أسئلة أبنائه صباح العيد . وتمثل طفيل وسعيا والسعدية ووادي ضيم من أكثر المناطق التي تحتضن الأسر الفقيرة التي تسكن الخيام والأكواخ حيث يعتمد أغلب سكانها على الرعي والاحتطاب وصناعة الفحم كوسيلة للكسب . وقال مدير عام الجمعية الشيخ عابد بن سليم الحسني إن جمعيته تسعى جاهدة إلى توفير ما يمكن لمساعدة تلك الأسر طبقاً لما يتوفر لها مبيناً أن 2000 شخص منهم أطفال ونسوة بانتظار كسوة العيد وأن جمعيته طلبت العون من أعضاء الجمعية العمومية بإرسال رسائل نصية لدعم المشروع المتعثر. وأبان الحسني أن الجمعية أعدت مشروعاً لتوفير كسوة العيد كلفته 600 ألف ريال لكسوة الفئات المسجلة طبقاً للبحث الاجتماعي لكن حاجة السكان وتلبية رغباتهم في توفير الضروريات تفوق إمكانيات الجمعية . عطيان رجل مسن وكانت دراسة علمية شملت 544 أسرة موزعة على 16 قرية بجنوبمكةالمكرمة قد كشفت عن ارتفاع نسبة البطالة فيها بنسبة 31% كأعلى نسبة بمنطقة مكةالمكرمة وذلك بسبب انخفاض وانعدام مستوى الشهادات العملية وقلة الخبرات المهنية والعجز عن العمل ووجود الإعاقات الذهنية والبدنية وبينت الدراسة أن 32% من الأسر دخلها يتراوح ما بين ( 700 إلى 1500 ) ريال شهرياً حيث تعتبر الصدقات والضمان الاجتماعي الدخل الأهم لدى الأسر فيما اعتبر مركز البيضاء من أقل المراكز دخلاً وتناولت الدراسة الخصائص السكنية والبيئة المنزلية جملة من الحقائق من أهمها أن 52% من السكان يعيشون داخل بيوت شعبية و18% داخل خيام و17% يعيشون داخل بيوت مبنية بالحجر و11% يحتمون بمساكن الصفيح ( الصنادق ) إذ اعتبرت الدراسة أن هذا يشكل النسبة الأكبر مقارنة بمنطقة مكةالمكرمة والمملكة .