رأينا عدداً من أهل الكرم والخير يلتزمون بأداء الزكوات عبر المصارف الثمانية المذكورة في القرآن الكريم. وهذا في محلّه ولا جدال فيه وإن شاء الله لهم الأجر والمثوبة. وفي السنين الأخيرة ذاعت فكرة أن الجمعيات الخيرية تخضع لإجراءات ونهج تقليدي وقرارات في إنجاز المأمول مما جعل البعض من تلك الجمعيات تجد صدوداً بعض الشيء. أو أنها تواجه مصاعب يصعب تخطيها بسهولة. خصوصاً تلك التي تقترن بمناسبات دينية كالأعياد. وفي الماضي كان المحتاج المتعفف واضحاً. ويعرفه أهل الحي وإمام المسجد، وأهل السوق والجوار. ومعيار العصر الآن محا تلك الميزة وكثُر المدعون والمتسوّلون، فالتبس الأمر على قاصدي الخير، وضاعت المعايير. من هنا جاءت جمعيات على رأسها متطوعون. ودخلوا بزخم قوي إلى ميدان العمل الخيري المؤلل (أي الذي دخلت الحواسيب في كافة مراحل أعماله، ومن قبض واستلام وشراء وتزويد، ولا سبيل فيه إلى غبط حق المستحق. مثل جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي. التعاون مع الجمعية يداوي.. ويُعزز الرابط الاجتماعي.. ويقوّي المجتمع على مجابهة بعض متاعبهم الجسدية، والأخذ بيد الباكين من آلامهم. والغرب، وقيل إنه أخذ ثقافة عمل الخير من تعاليم الإسلام. فهو يولي جمعيات العطاء التطوعي، ورائدي الإنسانية وحب البشر وتعزيز السعادة، يوليها رعاية استثنائية. ويحث على الصدقة والإحسان بواسطتها. المرشحون لانتخابات محلية أو مركزية نجدهم أول ما يذكرون في سيرتهم الشخصية كم جمعية خيرية نالت منه العطاء التطوعي مالاً أو إدارة أو سعياً. وفي بريطانيا - أذكر - أن استمارة توصيل الخدمة من ماء وغاز وكهرباء تحوي مربعاً يقول: هل ساعدت جمعية خيرية. ولا تُعتبر الفقرة إلزامية، لكنها تبدو تذكيراً بأن هناك مرضى وفقراء وكبار سن ومتعدين يحتاجون إلى تبرعك مثل حاجتك إلى خدماتنا.. أو أكثر. جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي لا تحتاج إلى لفت الأنظار فأعمالها واضحة إحصائياً وتوثيقاً.