إنني من أشد المعجبين بجمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي؛ لمحور رئيسي وهدف سامٍ، وهو تنظيم التبرعات المادية والعينية التي يقدمها أهل الخير لصالح المرضى، حيث تصل هذه الجمعية لاستخدام أمثل لهذه الموارد، وهذا ما تقوم به الجمعية، فكما قلت إن الأمير عبدالعزيز بن سلمان المشرف على الجمعية نقل مضمون العمل الخيري إلى آفاق بعيدة ومختلفة عما عاهدناه لدينا. وقلت إنه أدرك بعقليته كيفية تجاوز العقبات والصراعات، وقبلها البيروقراطية، وبهذا وقفت هذه الجمعية على أرض صلبة وثقة كبيرة. هذه مقدمة أحببت أن أوضحها تقديرًا واحترامًا لهذه الجمعية التي تبذل جهودًا رائعة، فعندما نعرف أن عدد مرضى الفشل الكلوي في المملكة عام 1428ه كان يتجاوز ال 9000 مريض، بينما كان عددهم عام 1401ه لا يتجاوز 84 مريضًا، تلك الزيادة المطردة جعلت هذه الجمعية تقوم بهذا الجهد، ومن خلال دورها كمؤسسة خيرية في هذا الوطن المعطاء، وقد أعطتنا مفهوم غاية في الانتماء، لأنها تحت معايير وضوابط بعيدة عن الهفوات والأخطاء التي تفقد العمل الخيري مصداقيته، فكانت النقلة لهذه المؤسسة الخيرية التي نفخر بها في المملكة. كما أن لها أهدافًا إنسانية منها: تأمين الأجهزة والأدوية والمستلزمات الطبية، وتشجيع ودعم البحث العلمي وبرامج الوقاية والتوعية الخاصة بأمراض الكلى وزراعتها، ودعم برامج التبرع بالأعضاء من المتوفين دماغيًا، وبرامجها هي الصحية والاجتماعية والتعليمية والتدريبية والتوظيفية والإعلامية والتوعوية والتأهيلية وغيرها لخدمة هذه الفئة العزيزة علينا جميعًا. الدكتور عبدالله الدغيثر المدير التنفيذي للجمعية يقول: إن الدعم والاهتمام الذي قام به البنك السعودي للاستثمار لدعمه حملة (كلانا) التي تقوم بها الجمعية سيساعد على خدمة مرضى الفشل الكلوي. ونحن من جهتنا نتساءل أين البنوك من دعم هذه الجمعيات التي تخدم المرضى كمسؤولية اجتماعية ورسم للثقافة التطوعية، ثم لنرى المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق تدعم الاستراتيجية الإعلامية من خلال إبرام اتفاقية تعاون مشترك يتم بموجبها تجديد اتفاقية من عام 2005م والتي تنص على تبرع المجموعة بمبلغ 5 ملايين ريال لطباعة عدد من النشرات والإصدارات الشهرية والفصلية والسنوية التي تصدرها الجمعية، وهناك مساحات إعلانية تنتشر لصالح الجمعية ونشاطاتها ومشروعاتها في صحف ومطبوعات المجموعة، وهي بذلك لها كل التقدير والاحترام وكل كلمات الشكر. نعم جاءت رسالة هذه الجمعية من وجهة نظري وقد أصلتها هذه الجمعية وهي أن الإيمان بأن لكل منا رسالة حضارية لا بد أن يؤديها بأمانة خلال مراحل حياته، وأن العطاء غير مشروط بالناحية المادية. تحية تقدير لكل العاملين بهذا الصرح الخيري، وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان المشرف العام على جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي. * رسالة: أين تلك الصور الجميلة، أين غابت واختفت واختفى معها عبق الماضي وعراقته..؟! غابت تلك الوجوه التي تعطيك الابتسامة وتعاملك بصفاء دون مداهنة، عشنا بينهم وشاهدنا كيف يسكن الحب العامر في قلوبهم أبهى صوره، هذا الحب الفياض والمتدفق صنع مشاعر المودة حولهم، أين تلك النفوس التي لطالما رافقت عراقة الماضي، كنت اسأل صديقي عن تلك المدينة التي أخذت منا ذكريات تظل عالقة لا يمحوها غبار السنين، وعشت أجوب بذاكرتي في تلك الأمكنة التي كنا نمشي على ترابها، والبيوت التي تناساها الزمن والأحباب وكأنها لم تكن، رائحة الماضي فيها ما زالت تفوح، ليتها تعود حورية تغني بعذوبة.