ثمة تغيير في أوقات تناول وجبات الطعام وأوقات النوم نمر بها (قسرياً) هذه الأيام بسبب إجازة المدارس الصيفية.. وقد أصبحت معظم الأسرفي المملكة تُعاني من ذلك التغيير بشكل مزعج في السنوات الأخيرة.. فأصبح بعض الآباء والأمهات كأنهم في فندق.. فوجبة الغداء (مثلاً) لا يحضرها ويأكلها إلا الأب الشايب والأم العجوز.. أما الأولاد والبنات فكل واحد منهم له شأن يغنيه.. وإن سألت أحدهم أو إحداهن لماذا لا تتغدى معنا (يا بابا) رد قائلاً (ما اشتهي) مع أن المثل يقول (الشهوة تحت الضرس) أي عندما تبدأ في الأكل ستنفتح شهيتك.. فما أجمل أو رحم الله (أيام زمان) واجتماع وتحلق الجميع على سفرة واحدة في انتظار الوالد أو ولي الأمر بعد خروجه من عمله الساعة الثانية والنصف ظهراً ليبدأ الجميع (صغاراً وكباراً) في الأكل.. وقد حدثني من أثق به انه كان مدعواً لتناول طعام العشاء عند صديق من أصدقائه.. وعند اقتراب سيارته من منزل الصديق الداعي إذا به يُشاهد ثلاث سيارات صغيرة (هوم دلفري) تقوم بتنزيل بعض الأطعمة (جَنك فوود) من ثلاثة مطاعم (فاست فوود) مختلفة لمنزل صديقه.. فاستغرب تزامن سيارات (الهوم دلفري) مع وقت دعوته للعشاء.. فخطر في باله ان سيارات (التوصيل المنزلي) الصغيرة قد تكون أحضرت طعام العشاء الذي دُعي إليه.. فكبر في نفسه ذلك وكاد أن يُبديه لصديقه الذي يعرف كرهه لتلك الأنواع من الأطعمة.. وعندما أوجس الداعي ذلك (أثناء الاستقبال) قال له يا أبا فلان لا يذهب بك الظن أنني دعوتك للعشاء على (جَنك فوود) فكما تكرهه أنا أيضاً أكرهه.. وعشائي وعشائك وجبة (محفوفة) أعدتها لنا أم العيال حفظها الله.. وما تراه من سيارات التوصيل المنزلي و(جَنك فوود) إنما هو للأولاد والبنات الذين استيقضوا للتو من نومهم.. وهذه السيارات الصغيرة الثلاث هي نفسها التي أوصلت وجباتهم الماضية في الصباح الباكر بعد سهر مع قنوات التلفزيون المختلفة والانترنت.. قبل أن (يخمدوا) في نوم عميق لعشر ساعات أو اثنتى عشرة ساعة أو تزيد (لا صلاة ولا عبادة).. وإلى سوانح قادمة بإذن الله.