فكرت كثيراً قبل أن أضع عنوان هذا المقال خشية أن يقرأ القارئ الكريم العنوان ولا يقرأ ما دون تحته لأني لا أعتقد أن مدير التحرير سيسمح بنشر عنوان هذا المقال لو لم يقل على شاشة ينظر إليها الملايين من المشاهدين على مستوى المملكة والخليج والعالم العربي بأسره عندما يتم التطاول على الوطن بكل جرأة ومن دون أي مسؤولية كانت. إن ما حدث في حلقة طاش ما طاش في اليوم الأول من رمضان الكريم لهذا العام يعد سابقة لم نرها من قبل بأن يحتقر الوطن في أشهر مسلسل رمضاني أمام العالم بأكمله وبكل جرأة يقال في المشهد الأخير من الحلقة "ارفع رأسك أنت سعودي" ويرد عليه وهو (مدلي) برأسه للأسفل "ماهو بالظاهر" كيف يسمح بهذه الاهانة للوطن، إن الدولة حفظها الله منذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز وحتى وقتنا هذا تحرص كل الحرص على رفع راية الدين ثم الوطن وتحرص على كل ما فيه فائدة للمواطن ومازالت، أما أن يتجرأ من يقول هذه المقولة على الشاشة دون معرفة ما لهذه الكلمة من أبعاد!!.. يعرفها كل من يغار على هذا الوطن الغالي.. يعرفها كل من لا يرضى أن تهان السعودية أمام العالم بأسره.. يعرفها الذي يستنتج ماذا سيحدث بعدها. ان الوطن غال ونحن شعب لنا قيمنا وعاداتنا ولا نرضى أن نهان، إضافة إلى أن هذا البرنامج تمت رعايته منذ بدئه إلى أن بلغ شهرته بفضل الله ثم الوطن وكان أولى بهم بدلاً من أن يهينوا الوطن والدولة أن يرفعوا رايتها. إن النقد الهادف والبناء يرتقي بالمجتمع للأمام وهذا ما نطمح إليه ولكن ما يحدث في هذا البرنامج ليس بنقد ولكن هدم صريح للدين ثم هذا الوطن الغالي على أنفسنا.. الوطن الذي أكلنا من خيره.. الوطن الذي وقف مع الجميع.. فهل نرضى أن نربي أجيالنا القادمة على اهانة وطننا وبأيدينا، وماذا ستقول عنا الدول المجاورة لنا هل نحن مجتمع بهذا الخلق؟ إن ما يجري في حلقات هذا المسلسل من المهازل واللعب في الدين واحكامه والعبث بالقيم وهدم المبادئ السليمة والخلق الرفيع ليس بالشيء اليسير وقد تمادوا في هذا الأمر الذي لا يحتمل السكوت عنه، وإذ لم توضع له حدود سيتجرأ غيرهم على أشياء أخرى لا نعلم ماذا ستحدث لنا. إن الأمر ليس بالهين أن يتم التأليف والإنتاج والبث بدون رقابة فكرية معتدلة، حيث إن البرنامج يشاهده الملايين من الشباب والأطفال وهم عماد المستقبل فهل ننشئهم على أفكار وأساليب فاسدة، ان البرنامج قد اتخذ ديننا وعاداتنا وتقاليدنا لعبة في الضحك والمهازل والتي ان استمرت سوف تفكك هذا المجتمع المعتدل وهذا والله لا يرضي الله سبحانه وتعالى ثم لا يرضي خلقه، لذا نرى أن تتم محاسبة كل من يتطاول على الوطن وراية (لا إله إلا الله محمد رسول الله) والتي ستبقى بإذن الله شامخة عالية في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني ورجال الوطن المخلصين في مملكتنا الحبيبة السعودية والتي سأرفع رأسي بأني سعودي أنا وكل مواطن فيها ولله الحمد، وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.