كيف يمكننا ردم الفجوة في حياتنا الاجتماعية والأسرية؟ كيف يمكن أن نسد معاناتنا بين ما نريد نحن ، وما يُريد الغير؟ في حياتنا العامة أمور كثيرة يصعب أن نجعلها تسير وفق المنطق الصحيح والرغبة الشخصية منا نحن، لسبب أن الضوابط الاجتماعية تُسيرنا ولا نسيّرها ويمكن لغيرك أن يجعلك تقوم ببعض (الواجبات) دون أي قناعة منك، لأن رفضها يعتبر جرماً اجتماعياً وخروجاً عن العادات، من ذلك أضحينا أسرى للحياة التقليدية، الشباب أو صغار السن عندما يرفضون أياً من تلك العادات سواء بلباس معين أم غير ذلك فهم يخرجون عن النص رغبة في التميز، وجعل الأنظار تتحول لهم، وقد يكون الأمر عناداً لا أكثر ولا أقل، والدليل انك عندما تناقش أحدهم تجده غير مقتنع ببعض تصرفاته، فالأمر محاكاة للآخرين ورغبة في القول: أنا هنا، لذا نعود للتغير الاجتماعي والنقلة التي حدثت في المجتمع والتطور التكنولوجي والمعلوماتي التي جعلتنا لصيقين بالحاسوب ومن أكثر مستخدمي الإنترنت ويصعب علينا مفارقة الجوال حتى لساعات قليلة.. كل تلك المعطيات جعلت البعض يعيش دوامة تحديد الصحيح من الخطأ، وهذا الأمر ينسحب على الشاب والشابة فلا فرق سوى بالحرية المتاحة لكليهما، بصرف النظر عن صحة ذلك من عدمه فالمقصود التدخل، كل تلك المنغصات الحياتية تجعلك مشدود التفكير، ومنشغلاً في صياغة آلية خاصة للتعامل مع الناس والرد عليهم كلّ حسب مستواه وإدراكه، لذا أعتقد أنه يجب علينا أن نُعلم أبناءنا منذ الصغر كيفية اتخاذ القرار بالشكل الصحيح دون الإخلال بالعادات والتقاليد والضوابط الاجتماعية، حتى وإن أخطأوا نعلمهم كيف يصححون هذا الخطأ، نعلمهم الثقة بالنفس وعدم إتاحة الفرصة للآخرين ليتصرفوا بحياتهم كيفما شاؤوا، لأن البعض لديه قدرة غريبة على أن يتدخل في كل شؤون حياتك ، بالمقابل يرفض كل الرفض أي تدخل منك!! وتلك هي الغرابة، والجميل أن الحياة مليئة بما لذ وطاب من الصور الرائعة وليست كلها منغصات، يبقى أن نتعلم كيف نستمتع بها.. أخيراً أقول ما يردده البعض (الحياة حلوة بس نفهمها).