سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مختصون: 173 معياراً أوصلت مستشفى التأهيل إلى الاعتماد الأكثر خبرة في العالم أكدوا أن اعتماد " كارف" إضافة نوعية للعاملين وتحديد للمنهج وارتقاء بالأساليب الصحية
أكد مختصون في مجال التأهيل الطبي على أحقية حصول مستشفى التأهيل لاعتماد كارف الدولية، مشيرين إلى خضوع المستشفى إلى 173 معيارا دوليا الأمر الذي دعا إلى منحها شهادة الاعتراف الدولية. واعتبرت منسقة لجنة الاعتماد بمستشفى التأهيل الأستاذة ندى السرهيد أن حصول المستشفى على الاعتماد هو بداية الطريق مشيرة إلى أن الاعتماد يتطلب تقديم تقارير دورية سنوية لإثبات المحافظة على تطبيق المعايير، إضافة إلى أن الانضمام إلى عائلة كارف يعطي فرصة للتواصل وتبادل الخبرات مع منظمات عالمية معتمد من هيئة كارف. وأوضحت السرهيد أن الاعتماد مر عبر مراحل عدة للتأكد من طبيعة الخدمة التأهيلية المقدمة، وقالت في هذا السياق" بعد أن تم اختيار هيئة كارف كجهة مرجعية تم ترشيح ثلاثة من أعضاء لجنة الاعتماد لحضور البرنامج التدريبي المكثف المخصص للمؤسسات الراغبة في الاعتماد من هيئة كارف، ومن ثم تم البدء في تحقيق وتطبيق المعايير تبعها مراجعة داخلية للتأكد من تطبيق جميع المعايير وجاهزية المستشفى للمسح النهائي من قبل محكمي هيئة كارف وكانت الزيارة الرسمية للمحكمين خلال شهر مايو الماضي حيث تضمنت تلك الزيارة لقاءات مع المرضى والعاملين والإدارة العليا بالإضافة إلى مراجعة الوثائق الرسمية والزيارة الميدانية". وأكدت السرهيد على دقة ومهنية المعايير المستخدمة في اعتماد كارف بالنظر إلى ما تتمتع به الهيئة من خبرة طويلة تتجاوز الأربعين عاماً في مجال التأهيل، مشيرة إلى أن معايير كارف تقوم على ثلاث شرائح أساسية هم (المرضى وعوائلهم، العاملين، والمتعاملين مع المستشفى مثل أصحاب القرار والمستشفيات المحولة والمجتمع)، وأن المعايير التي احتاجها مستشفى التأهيل للحصول على الاعتماد وصلت إلى 173 معيارا. وبينت منسقة لجنة الاعتماد في المستشفى وجود تشابه بين هيئة كارف والهيئات الأخرى في الهدف وهو تحقيق الجودة مع وجود تميز واضح لمعايير كارف يرجع إلى كونها متخصصة في التأهيل الطبي فقط وطورت من قبل مجموعة من الخبراء العاملين في هذا التخصص، مضيفة" أنها تتميز معايير كارف بشموليتها على مستوى المنشأة سواء اتخاذ التدابير الوقائية وإجراءات السلامة بالإضافة إلى تركيزها على المريض وعائلته فهما حجر الزاوية في معايير كارف". من جانبه، كشف مدير أقسام العلاج الطبيعي بمستشفى التأهيل الأستاذ هشام الحيدري عن استحسان المحكمين الذين زاروا مستشفى التأهيل تجاه ما لمسوه من التطور النوعي في مستوى الخدمات المقدمة وبشكل يضاهي أحدث المعايير العالمية في المجال التأهيلي، مشيرا إلى جهد فريق العمل ودور الإدارة التنفيذية لمدينة الملك فهد الطبية في تحقيق هذا الإنجاز. وبين أنه تأسس فريق عمل برئاسة المدير الطبي منذ منتصف عام 2008م ويجتمع هذا الفريق بصفة دورية لمناقشة المعايير المراد تطبيقها وتحويلها إلى واقع مطبق يلمسه المريض والعاملون. ورشة عمل الاطراف الصناعية وأضاف: "شكلت فرق عمل من كافة العاملين بالمستشفى حتى يشعروا بأنهم جزء مهم في تحقيق هدف الاعتماد، كانت البداية شاقة للغاية كون المعايير دقيقة وشاملة لأدق التفاصيل وقد أدركت الإدارة هذه الصعوبة منذ البداية حيث تم اختيار ثلاثة من أعضاء الفريق لحضور البرنامج التدريبي في مدينة دبلن بإيرلندا بداية عام 2009م مدينة دبلن بإيرلندا بداية عام 2009م وهذا البرنامج تنظمه هيئة كارف سنوياً لتدريب المؤسسات الراغبة في الحصول على الاعتماد من كارف". وأفاد الحيدري أن "كارف" تتميز بدقة اختيارها للمحكمين فهي تشترط أن يكون المحكم على رأس العمل ويمتلك خبرة ومهارات في مجال التأهيل الطبي، مما يجعل زيارة المحكمين كزيارة مستشارين إضافة إلى كونهم مراقبين. وزاد: المحكمان اللذان حضرا لمستشفى التأهيل الطبي بمدينة الملك فهد الطبية هما مدير تنفيذي لمستشفى تأهيل طبي في الولاياتالمتحدةالأمريكية والآخر خبير كندي متخصص في العلاج الطبيعي، وكانت زيارتهما ذات فائدة كبيرة في تبادل الخبرات و كانت مناسبة فريدة من نوعها في إطلاعهما على خبرتنا في مدينة الملك فهد الطبية التي نالت إعجابهما. وحول أحقية وجود مطلب تشريعي لهذا الاعتراف أبان الحيدري أنه لم يكن الحصول على الاعتراف الدولي من هيئة كارف متطلب من أي جهة تشريعية في المملكة وهذا مما أثار استغراب المحكمين كون تحقيق معايير كارف يتطلب جهدا ووقتا كبيرين على المنشأة والعاملين فيها على عكس ما هو موجود في الولاياتالمتحدةالأمريكية حيث الحصول على الاعتماد متطلب تشريعي، كما أن شركات التأمين تشترط الحصول عليه، لافتا إلى حرص المسؤولين في مدينة الملك فهد الطبية وعلى رأسهم المدير العام التنفيذي والمدير التنفيذي للخدمات الطبية ودعمهم اللامحدود شجعنا على البحث عن الأفضل في مجال التأهيل الطبي، إضافة إلى حرص المدير الطبي لمستشفى التأهيل وقيادته شخصياً لفريق العمل خلال رحلة العمل الشاقة للحصول الاعتماد كان دافعا لفريق العمل ولجميع العاملين في المستشفى لتحقيق هذا الهدف. من جهته، قال الأستاذ حسام المواجدة رئيس قسم الرعاية التأهيلية الشاملة بمستشفى التأهيل ان مرحلة دمج المريض ضمن مجتمعه تعد من أهم المراحل بالبرنامج التأهيلي معتبراً أن كل برنامج تأهيلي لا ينتهي بدمج المريض بمجتمعه يعتبر برنامجاً ناقصاً. حسام المواجدة وأضاف " تبني المستشفى برنامج دمج المرضى بالمجتمع وذلك من خلال تنظيم لقاءات مع مرضى سابقين مروا بنفس التجربة وتنظيم زيارات ميدانية للتعرف على الصعوبات المتوقعة خارج بيئة المستشفى، بالإضافة إلى وجود ارتباط مباشر (مؤسسي) مع صندوق تنمية الموارد البشرية لتدريب المرضى على مهارات مهنية تناسب قدراتهم ومساعدتهم للحصول على عمل مناسب". وعن علاقة الفريق التأهيلي بمختلف أقسام المدينة الطبية وتعامله مع الأنظمة والإجراءات والتعليمات بشكل يومي قال المواجدة: "لاشك أن المنهج التأهيلي مركب ويتطلب معرفة الكثير من الأنظمة والسياسات والاجراءات والتعليمات، ومن أجل التغلب على هذه الصعوبة وجعل تطبيقها أمراً ممكناً وسهلاً فقد تم تصميم مخطط رعاية المرضى الكترونياً وضعت فيه جميع مراحل رعاية المرضى مفصلة بحيث تحتوي على جميع الوثائق المنظمة لكل مرحلة. ويتميز هذا المخطط بسهولة التعامل معه والوصول إليه من خلال الشبكة العنكبوتية الداخلية من قبل جميع العاملين. كما يوجد مخططان آخران أحدهما خاص بالعاملين والآخر للأنظمة المؤسسية. وقد نالت تلك المخططات إعجاب محكمي هيئة كارف في زيارتهم الرسمية للمستشفى في شهر مايو من هذا العام". من جهتها، أعربت السيدة جلادس بروكس (بريطاينة الجنسية) مديرة التمريض بمستشفى التأهيل عن سعادتها بحصول مستشفى التأهيل على الاعتماد من هيئة كارف وذكرت أنه عند قدومها لأول مرة للعمل بمستشفى التأهيل لم تكن تتوقع هذا المستوى المتطور من الخدمة التأهيلية المقدمة، وقد ذكرت أن خبرتها ضمن فريق العمل للحصول على الاعتماد من هيئة كارف بمستشفى التأهيل كانت تجربة مهنية شيقة. كما أكدت أنها استمتعت بروح الفريق الذي يعمل كأسرة واحدة عملوا بجد واجتهاد وهذا ما يميز مستشفى التأهيل دائما. الجدير بالذكر أن السيدة جلاديس بروكس كانت مسؤولة عن إدارة السلامة والمخاطر التي كانت تعتبر من المتطلبات الأساسية لتحقيق الاعتماد من هيئة كارف والتي توجت مؤخراً بتطبيق خطة حريق فرضية بالتعاون مع الدفاع المدني بمستشفى التأهيل الطبي والتي تعتبر التجربة الأولى على مستوى مدينة الملك فهد الطبية. هشام الحيدري من جانبه، عبر المدير التنفيذي المساعد ونائب المدير الطبي لمستشفى التأهيل الأستاذ حامد السويدان عن تفاؤله بالنتائج المترتبة على تحقيق المستشفى لاعتماد الهيئة الدولية لاعتماد مرافق التأهيل، وقال: العمل في مؤسسة معتمدة من كارف يضمن تطوير مهارات العاملين لتحقيق مستوى عال من جودة الخدمة المقدمة للمرضى، بالإضافة إلى وضوح المنهج والأهداف ووجود أساليب كمية تقييمية". واعتبر السويدان أن هذا الاعتماد يمثل قيمة إضافية للعاملين في سيرهم الذاتية، وفرصة للحصول على المهارة اللازمة للعمل ضمن فريق متعدد التخصصات. وفي جانب متصل أشار، وضمن الرغبة في استمرار تقديم أفضل المعايير النوعية في هذا المجال أشار الأستاذ السويدان إلى أن المستشفى صمم استبانة خاصة بالوقوف على مستوى رضا المريض وعائلته عن الخدمة وهي تشمل ثلاث مراحل يمر فيها المريض وهي مرحلة ما قبل التنويم في المستشفى ، وأثناء التنويم ، ومرحلة الخروج من المستشفى بالإضافة إلى تخصيص جزء من الاستبانة عن بيئة المستشفى وخدماته والتجربة بشكل عام، مضيفا: "تم إخضاع هذه الاستبانة للدراسة لمعرفة مدى مصداقية وموثوقية المستشفى، وتوزع هذه الاستبانة على جميع المرضى المنومين قبيل الخروج وتم تحديد هدف للفريق للوصول إلى رضا لا يقل عن 80% من عدد المرضى المنومين. وبحمد الله فقد تجاوزنا هذه النسبة كما تشير التحليلات الإحصائية... حيث حققنا مؤخراً رضا 89% من المرضى المنومين". وعلى ذات السياق، قالت الدكتورة روبينا رئيسة قسم العلاج الطبيعي والتأهيل بمستشفى التأهيل إن تحقيق المستشفى لاعتماد الهيئة الدولية "كارف" يعد حافزاً مهماً لمواصلة العمل الجاد نحو الوصول إلى أعلى مستويات الجودة، مشيرة إلى أن آلية العلاج والتأهيل التي يتم تطبيقها حاليا تضع المريض في أولوية اهتماماتها مع الحرص على توفير كل ما يحتاجه من رعاية تخصصية طبياً وإكلينيكياً لاسيما مع المرضى المنومين من حديثي الإصابة (الإعاقة) والذين يمثلون أغلب الحالات في المستشفى. د. روبينا وأضافت: "روح الفريق هي الأساس الذي يقوم عليه مستشفى التأهيل لذلك يتم مناقشة حالة كل مريض في الاجتماع الأسبوعي لمناقشة حالات المرضى (Case conference) الذي يحضره كافة أفراد الفريق التأهيلي حيث يقوم الفريق بتصميم برنامج تأهيلي خاص بكل مريض ومن ثم يتم التواصل مع المريض وعائلته من خلال ثلاثة لقاءات أساسية في بداية مرحلة التنويم وخلالها وقبيل خروج المريض وعند الحاجة يمكن عقد اجتماعات أخرى ويتم توثيق هذه الاجتماعات بطريقة علمية مدروسة. وأشارت الدكتورة روبينا إلى أنه يتم تعريف المريض بالبرنامج التأهيلي المصصم خصيصاً له من خلال توقيع شبه اتفاقية توضح للمريض تشخيصه والفترة المتوقعة لإقامته بالمستشفى وعدد ونوعية الجلسات وتعيين مدير للخطة العلاجية الخاصة بالمريض الذي يعتبر هو صوت المريض أمام بقية أعضاء الفريق التأهيلي.