قال زعيم حزب الأمة السوداني المعارض الصادق المهدي ان بلاده تترنح نحو انقسام وشيك، محذرا من أطروحات رائجة في الخرطوم وفي جوبا محملة بالتعصب، وسوء الفهم، ونفي الآخر ستجر البلاد حتما نحو اقتتال ودمار شامل. واعتبر المهدي ان مفوضية الاستفتاء التي أوكلت لها ادارة عملية تقرير مصير الجنوب المقررة في يناير المقبل ولدت مشلولة، ولا يرجى أن تدير استفتاء حراً نزيهاً تقبل نتائجه كل الأطراف، مطالبا باسناده الى جهة دولية من دول محايدة تحت مظلة الأممالمتحدة. وقال المهدي في حفل نظمه حزبه لوداع السفير المصري في الخرطوم عفيفي عبدالوهاب بمناسبة انتهاء فترة عمله ان الموقف الصحيح هو بيان مضار الانفصال للجنوب والشمال ومنافع الوحدة بموجب هيكلة عادلة، وترك الخيار للناخب الجنوبي دون اكراه ودون تخوين لخياراته. وشدد على اهمية التوصل الى صيغة تطمئن الجنوبي في الشمال والشمالي في الجنوب على حسن المعاملة وعلى أن الانفصال لا يعني طلاقا بائنا. واعتبر أن النهج الصحيح ازاء استفتاء تقرير المصير هو مرافعة يقوم بها كيان قومي سوداني ذو صدقية فيما يقول في دعوته الى هيكلة عادلة للوحدة، أو توأمة توافقية بين جارين، وفي الحالين فان النتيجة تنسجم مع تطلع كونفدرالي واسع. وأوضح المهدي أن الخلاف على نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت في البلاد خلال شهر ابريل الماضي أفسدت المناخ السياسي في السودان، محذرا من أن الخلاف على نتائج الاستفتاء سوف يؤجج نيران الحرب.