قرأتُ قولًا يقول : " الضمائر " موجودة فقط في اللغة ، ولا تصلح بدونها ، لكنها معدومة عند بني البشر إلا من شاء الله له النزاهة . وعندما أطالع خبرا محليا يُشير إلى مصادرة أطعمة أو معلبات فاسدة أقول لنفسي ليست المعلبات أو الأطعمة وحدها التي تفسد ، بل الضمائر أيضا . وأسعدني أن أسمع أن صحة البيئة في أمانة منطقة الرياض نشيطة في هذا الاتجاه ومنذ مدة أهّلت قسما نسائيا لتتبع وضع النظافة في خدمات الأطعمة والمشروبات في الأماكن المخصصة للنساء . والبعض كما رأينا وقرأنا يستثمر في بؤس الناس وشقائهم ، وأكثرهم أقوياء بمعارفهم . فمشكلة أن يعيش الإنسان بلا ضمير ، وربما وجدنا أن مشكلة البعض أن يعيش بضمير؛ لأنه يرى أن الضمير والربح ضدّان . وقرأتُ تحليلا لكلمة الضمير. فقال البعض إنه أمر حساس لدى الإنسان فهو أشبه بقرون الاستشعار ، أو يمكن أن نصوّره كوعاء تحليل داخلي فينا الذي يقوم بفحص أي أمر من الأمور وإعطاء نتائج تدور بين حلال وحرام ، مقبول أو غير مقبول ، يرضي الله أم لا . يُعاقب عليه أو يُمرر ، وبالتالي أولئك الذين يعيشون بلا ضمير لا يحرّمون ولا يحللون وكل الأمور لديهم أمر عادي ، ويؤمنون كل الإيمان بأن الله غفور رحيم لكنهم ينسون بأنه شديد العقاب . قرأت خبرا حول توقيف قصابين على ذمة التحقيق لاتجارهم بلحوم فاسدة ومحاولة بيعها للمواطنين وقد ضبط بحوزتهم لحوم دواجن يجري تسويقها على باعة الشاورما غير صالحة للاستهلاك البشري . أخبار كهذه لا تستفز بل تؤلم لما فيها من تلاعب في حاجة الناس ، واستغلالهم رغم ما فيهم من الحاجة والعوز التي تدفعهم إلى البحث عن الرخيص . وتعايشنا مع أخبار كهذه وصرنا لا نستغربها ، كون أن مرد الأمر هو الضمير الذي أصبح لدى الكثيرين معدوما . المعاجم تقول الاسم الضمير و الجمع الضمائر أو بمعنى السر داخل الخاطر . وجاء في معاجم غير عربية في تعريف الضمير هو خاصية العقل في إصدار أحكام معيارية تلقائية ومباشرة على القيمة الأخلاقية لبعض الأفعال الفردية المعينة وحين يتعلق هذا الضمير بالأفعال المقبلة فإنه يتخذ شكل صوت يأمر أو ينهى و إذا تعلق بالأفعال الماضية فإنه يترجم عن نفسه بمشاعر السرور (الرضا) أو الألم (التأنيب) وهذا الضمير يوصف تبعا للأحوال المختلفة بوصف الواضح الغامض المريب المخطئ .. الخ.