صدق جورج واشنطن احد رؤساء الولاياتالمتحدةالامريكية الاوائل في مؤتمر للشباب الامريكي حين قال لهم: "اجتهد يا بني آدم على استمرار تغذية إيقاد تلك الشعلة الإلهية التي تضيء القلوب، وتنير الدروب أمام سالكيها، وتلك الشعلة المنيرة التي أحدثكم عنها، هي ضمير كل واحد منكم، فيقظة ضميركم الدائمة هي الدواء والبلسم الشافي لكل قضية ومشكلة مستعصية سوف تواجهكم". لقد تذكرت وصية جورج واشنطن لشباب وطنه في مؤتمرهم العتيد وانا ارى تلك المآسي المتتابعة التي تأخذ بتلابيب وطننا الحبيب من تلوث مياه الى بيع الشاورما واللحمة المشوية والفلافل طمعاً بالربح السريع. وقلت ان كل الاجهزة الرقابية الحكومية والشعبية لن تستطيع كبح جماح اي مواطن صاحب مطعم يسعى لكسب الربح على حساب صحة المواطنين، او اي مسؤول عن امر من امور حياة المواطنين يهمله في حالة غياب ضمير هذا المواطن او ذاك المسؤول.. ولو كان ضمير المواطن والمسؤول يقظا وشعلته في كامل اتقادها لنظر اولا لنفسه ومصيره الاسود المنتظر من السجن والتسريح من الوظيفة، ولَنَظَرَ ثانيا خيرا لمصلحة المواطنين الذين يقدمون له الربح والمزيد من الربح بدل ان يقدم لهم الطعام والشاورما غير الناضجة التي تسبب لهم المرض والاعياء، وقد تسبب لبعضهم الموت. ونقول بل نؤكد ان السبب في كل هذه المآسي التي تأخذ بتلابيب وطننا الغالي هو غياب ضمير كثير من العاملين في الشأن - الخاص والعام - لأنه يستحيل ان توظف او تجند لجنة او فردًا لمراقبة كل مطعم من المطاعم الشعبية والتي تقدم الشاورما من الدجاج واللحوم في نواحي بلدنا الغالي. إذن الامر يقتضي أن يبدأ كل واحد مسموع الكلمة حملة توعية سواء من ائمة المساجد ورجال الدين والصحفيين والاعلاميين والآباء والامهات، وتهدف الحملة الى تثقيف وتوعية وإيقاظ ضمائر الناس الغائبة من العاملين في كل الخدمات الجماهيرية الخاصة والعامة على حد سواء. وبذلك قد تحقق الحملة جملة من الانجازات تحمي المواطنين من الاذى بفعل غذاء فاسد ومنتهي الصلاحية او غذاء غير كامل النضج او بفعل انعدام النظافة والشروط الصحية المرعية والمطلوبة من الجهات الرسمية المسؤولة، او بفعل عدم التقيد بشروط ومواصفات حفظ ونقل وعرض المواد الغذائية المجمدة والطازجة على حد سواء. وقد تؤتي حملة التوعية والايقاظ للضمائر النائمة او الغائبة أكلها ونتائجها الطيبة المعطاءة، خاصة اذا كانت مصحوبة بتفتح اعين الرقابة الرسمية المغمضة او المغلقة او الساهية وغير المهتمة بتفعيل دورها، وبذلك كله قد تضيق دائرة التسيب والاهمال مما يجعل مصائد الايقاع بالناس وبصحتهم تتراجع يوما بعد يوم، وذلك كله يقتضي من الحكومة اتخاذ ضبط وربط مشدد وعقوبات صارمة تتجاوز الغرامة المالية المتواضعة المقدار، وجعل الصحة عامة وسلامة المواطن وغذاءه خطوطاً حمراء لا يجوز تخطيها او تجاوزها، وان تكون جمعية حماية المستهلك وكل مواطن خفيراً للتبليغ عن كل مخالفة مهما صغرت. وصدق من قال: إنك تزع (تردع) بالقرآن (ان التربية الضميرية) وبالسلطان ما تزع احدهما دون الآخر.. وما علينا الا ان نحاول جميعا شرف المحاولة لإيقاظ الضمائر فيحس كل واحد منا بأنه ادى جانبا من واجبه تجاه وطنه الغالي ومواطنه العزيز. فاكس: 6658393