يعد مصنع كسوة الكعبة المشرفة معلماً بارزاً من معالم العاصمة المقدسة إذ يستقبل كل عام الآلاف من الزوار من مختلف أنحاء العالم ومن كافة المستويات للاطلاع على مراحل صناعة كسوة الكعبة المشرفة ومعرفة المواد التي تصنع منها . ويقع المصنع الذي أسس عام 1346ه بأمر من الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - في أم الجود بطريق مكةجدة القديم على مساحة تبلغ أكثر من مائة ألف متر مربع , وكان موقعه الأول في أجياد وبعد التوسعات نقل إلى جرول "القبة" قبل افتتاح مبناه الحالي عام 1397ه . وشهد منذ إنشائه تطوراً تقنياً وإدارياً ملحوظاً سواءً أيام إشراف وزارة الحج والأوقاف عليه أو بعد انتقاله للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في عام 1414 , حيث تم تزويده بآلات حديثة ومتطورة وتحويل النسيج اليدوي إلى نسيج آلي , كما تضم تشكيلات الوظائف الفنية بالمصنع أكثر من مائتي وظيفة تخصصية في مجال صناعة الكسوة بالإضافة إلى الجهاز الإداري والطبي بالمصنع. وأوضح المشرف العام على إدارة مصنع كسوة الكعبة محمد بن عبدالكريم القويفلي أن مراحل صناعة كسوة الكعبة تمر بعدة مراحل وهي (الصباغة والنسيج الآلي وقسم المختبر وقسم الطباعة وقسم التطريز وقسم تجميع الكسوة) لافتا النظر إلى أن كسوة الكعبة المشرفة تصنع من قماش الحرير الطبيعي المصبوغ باللون الأسود ، وتستهلك كسوة الكعبة المشرفة أكثر من 700 كجم من الحرير الذي يتم صباغته ونسجه وحياكته بمصنع كسوة الكعبة المشرفة وتنسج كسوة الكعبة المشرفة من الحرير الخالص (بطريقة الجاكارد ) منقوش عليها : ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) و ( سبحان الله وبحمده ) و ( سبحان الله العظيم ) و ( يا حنان يا منان يا الله ) . وأفاد أنه يبلغ ارتفاع الثوب أربعة عشر مترا ويوجد في الثلث الأعلى من الكسوة حزام مطرز بالذهب والفضة كتب عليه آيات قرآنية بالخط الثلث المركب محاطة بإطار من الزخارف الإسلامية ويبلغ طوله خمسةً وأربعين مترا ويتألف من ست عشرة قطعة ويوجد تحت الحزام على الأركان سورة الإخلاص مكتوبة داخل دائرة محاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية ويستهلك تطريز الحزام أكثر من 120 كجم من أسلاك الذهب و25 كجم من أسلاك الفضة ويلي الحزام قطع مستطيلة منها قناديل كتب عليها ( يا حي يا قيوم) و( يا رحمن يا رحيم ) و ( الحمد لله رب العالمين ) وعلى باب الكعبة ستارة مطرزة بأسلاك الذهب والفضة