انقشع دخان الحرائق أمس عن أجواء العاصمة الروسية موسكو بعد أسبوع كثرت فيه الحرائق التي اعتبرت الأسوأ في تاريخ البلاد. وذكرت وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي" انه بعدما غطت طبقة من الدخان الكثيف أجواء موسكو أدت إلى ارتفاع معدلات التلوث، كانت الأجواء اليوم نظيفة. وقال خبراء صحة ان معدلات التلوث كانت مرتفعة جداً إلى حد اعتبر فيها التنفس من دون كمامات خطراً بقدر خطورة تدخين عدة علب سجائر في يوم واحد. ووصلت حرائق الغابات الى مناطق ملوثة باشعاعات نووية منذ كارثة تشرنوبيل غرب البلاد، حسب معطيات توفرت أمس على موقع لاجهزة مراقبة الغابات. وقال الجهاز الفدرالي للدفاع عن الغابات على موقعه الالكتروني ان "معطيات مراقبة النشاط الاشعاعي على اراضي المناطق الروسية التي تضم اراضي ملوثة بعناصر اشعاعية منذ منتصف يوليو، تفيد ان حرائق سجلت على مساحة 3900 هكتار في هذه الاراضي". ويضع هذا الجهاز لائحة بمناطق مصابة على "الاراضي الاكثر تلوثا". وتضم هذه اللائحة خصوصا منطقة بريانسك جنوب غرب موسكو وحدود بيلاروسيا واوكرانيا حيث اجتاح 28 حريقا 269 هكتارا من الغابات. وهذه المنطقة ملوثة اثر كارثة تشرنوبيل النووية (1986). كما سجلت أسعار الغذاء في روسيا ارتفاعا بنسبة تتراوح ما بين 15 بالمئة و20 بالمئة أمس حيث بدأ الجفاف وحرائق الغابات في التأثير على الاقتصاد. ومع تدمير المحصول وتضرر خطوط الامداد بسبب الحرائق التي خرجت عن نطاق السيطرة تزداد أسعار السلع الغذائية طبقا لصحيفة روسيسكايا جازيتا. وأضافت الصحيفة أن ذلك يمكن أن يقود إلى تضخم في الاسعار ليتجاوز نسبة تتراوح ما بين 6 و7 بالمئة توقعتها الحكومة بحلول نهاية العام. ولم يسيطر رجال الاطفاء بعد على الحرائق المدمرة. ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للانباء عن وزارة الدفاع المدني قولها إنه على الرغم من أنهم أخمدوا 300 حريق أمس الأول اشتعل 290 حريقا جديدا أيضا. وذكرت الوزارة أن هناك 600 حريق مشتعلا في مختلف أنحاء البلاد.