على غير العادة في الدوري السعودي فقد تعددت المدارس التدريبية وتنوعت جنسيات المدربين الذين تعاقدت معهم الأندية لتسيير دفتها الفنية في الموسم المقبل، فبعد أن كانت المدرسة البرازيلية وحتى وقت قريب تفرض نفسها على اختيارات معظم الأندية في دوري المحترفين، لم يحضر هذا المدرب إلا من خلال نادٍ واحد هو الرائد الذي تعاقد مع البرازيلي نيزو لوتشي، في حين كانت الغلبة للمدرب التونسي الذي تعاقدت معه ثلاث أندية، هي الفتح الذي جدد تعاقده مع فتحي الجبال الذي نجح في الإبقاء على الفريق بين الكبار الذي تواجد بينهم لأول مرة في الموسم الماضي، ونجران الذي جدد التعاقد مع مراد العقبي على الرغم من أنه كان قد ودع الأضواء وهو على رأس هرمه الفني، قبل ان يصدر قرار زيادة عدد الفرق ما أنقذ الفريق من الهبوط، والحزم الذي عوض فشله في التعاقد مع البرازيلي جوفان فييرا بالتعاقد مع لطفي رحيم. السلوة: السماسرة الدافع الأول للتعدد والمدرب الأفضل سيفرض نفسه وفي حين رأت أندية الفتح ونجران والحزم المدرب التونسي الخيار الأنسب لها، اتفق ناديان على المدرسة الرومانية، وهما الاتفاق الذي جدد تعاقده مع إيوان مارين، والتعاون الصاعد للأضواء الذي تعاقد مع جورجي مولتسكو. زينغا في المقابل فإن تسع أندية أخرى اتفقت على التنويع في جنسيات المدربين، حيث حضرت الجنسية البلجيكية في الهلال بالتجديد مع المدرب إيريك غريتس، والبرتغالية بتعاقد الاتحاد مع مانويل جوزيه، والإيطالية باختيار النصر لوالتر زينغا، والارغوانية باستقرار الشباب على خياره مع خورخي فوساتي، والفرنسية من خلال الوحدة الذي تعاقد مع جون لانج، والنرويجية بإعلان الأهلي التعاقد مع يوهان سوليد، والكرواتية بعد تعاقد الفيصلي العائد لدوري المحترفين مع زلاتكو، والبرازيلية حيث تعاقد الرائد مع نيزو لوتشي، والبلغارية بتجديد القادسية عقد مدربه ديمتروف. باخشوين: التدريب لغة عالمية ومورينيو وغريتس يثبتان الحقيقة وتتفاوت الرؤية حيال هذاه الصورة المتداخلة في أطياف المدربين والمتشعبة في ألوانهم، ففي حين ترى أطراف أن هذا التنوع فيه غنى للدوري وقوة للفرق بتواجد أكثر من مدرسة تدريبية، فإن أطرافاً أخرى ترى فيه دليلاً واضحاً على عشوائية الاختيار، وعدم التدقيق فيه، وذلك بالاعتماد على السماسرة تارة، والإداريين غير المتخصصين تارة أخرى. ويرفض مدرب المنتخب السعودي للناشئين عمر باخشوين مقولة أن ثمة مدرسة تدريبية أفضل من أخرى، مشددا على ان كرة القدم لغة عالمية ولا تعترف بالجنسية. وقال: "لم يعد في التدريب أسلوب واحد لمدرسة واحدة، ولا يوجد مدرب يعتمد منهجية محددة دون أخرى". واعتبر باخشوين المدرب كاللاعب الذي يعتمد في المقام الأول على موهبته ثم يطورها بالاستفادة من كافة المدارس والأساليب والأنماط التدريبية. وقال :"التدريب إبداع، ولا يوجد مبدع يركن نفسه لطريقة واحدة، بل هو يفتش عن الإبداع أينما كان، وكذلك هو المدرب المبدع حيث يبتكر ويطور نفسه وعمله على الدوام". فوساتي وضرب باخشوين المثل عالميا بالمدرب البرتغالي خوزيه مورينيو الذي بات اليوم احد أفضل المدربين في العالم، وتتسابق عليه أفضل الأندية وفي كافة الدوريات، ومحليا بمدرب الهلال إيريك غيريتس الذي اصبح أهم المدربين في الدوري السعودي على الرغم من انه يحمل جنسية لا تعتبر ذات حضور كروي منجز عالمياً. وقال : "مورينيو وغريتس يصادقان على حقيقة أن التدريب لا جنسية له. وهذا ما يجب ان نستوعبه جيدا". ويوافق المدرب الوطني والمحلل الفني حمود السلوة باخشوين في جانب ويخالفه في جانب آخر، ففي حين يتفق معه على أن التدريب أصبح لغة عالمية لا ترتبط بجنسية ولا مدرسة، إلا أنه يختلف معه في ان الأندية السعودية تتحرك غالبا في اختيارها ليس وفق هذه الرؤية وإنما استنادا على ما يقدمه الوكلاء والسماسرة، وما يقترحه بعض الإداريين. وقال :"من يقرأ مشهد المدربين المتواجدين حاليا مع الأندية يدرك أن هذا التنوع، ليس مبنيا بالضرورة على خيارات دقيقة وفاحصة، فالبعض من المدربين مغمورون، والبعض الآخر حديثو عهد بالكرة الخليجية، بل إن بعض الجنسيات قد تدخل الدوري السعودي لأول مرة، وهذا يدلل على أن بعض الأندية اعتمدت على ما يرسل لها من سير ذاتية من قبل الوكلاء في اختياراتها". وأضاف: "ربما هذه الأندية كانت ترغب في خوض تجارب جديدة، لكنني أرجح مسألة أن للوكلاء دوراً بارزاً وأثراً فعالاً في اختيار هذا المدرب أو ذاك". وأكد السلوة تقاطعه مع فكرة باخشوين في مسألة عالمية لغة التدريب وقال: "اختيار مدرسة معينة رغبة في إسقاط هويتها على الفريق لا تكون مع الفريق الأول. قد تنجح مع الفرق السنية، حيث بداية تشكل الملامح الفنية للاعبين؛ لكن مع الفريق الأول فإن المدرب يتعامل مع قوالب جاهزة، ليس عليه سوى تحريكها بالطريقة التي يراها مناسبة". ودعا السلوة إلى ضرورة إسقاط بعض المفاهيم القديمة التي أصبح البعض يتعاطى معها على أنها حقائق كأفضلية مدرسة تدريبية على أخرى، مشددا على أن هذه الأطروحة لم يعد لها مكان في عالم التدريب. وقال : "مورينيو أحد المدربين الذين ألغوا هذه المقولة فهو المدرب البرتغالي الذي نجح بإبهار مع تشيلسي الانجليزي، وهو الذي قاد انتر ميلان الإيطالي للفوز بدوري الأبطال، وهاهو يحط رحاله مع ريال مدريد الأسباني أحد أهم معاقل كرة القدم في العالم، يحدث ذلك في وقت لا تقف الكرة البرتغالية في الصف الأول عالميا ولا حتى أوروبيا".