أخبركم أولًا بأنني أكتب هذا المقال في مدينة الرياض حيث أعيش. أقول هذا حتى لا يظن أهل الظنون أنني جالس في بيروت أتأمل في السعوديات كما فعلت عندما كنت هناك الأسبوع الماضي. مكثت في العاصمة اللبنانية أربعة أيام فقط ، بعدها عدت أدراجي إلى الرياض لا ألوي على شيء. أمضيت معظم ساعاتي البيروتية في ثلاثة أماكن. مكان العمل ، غرفة نومي ، بهو الفندق. دخلت مطعمين في رابعة النهار. أينما تذهب في بيروت ستتعثر في سعوديين. كل الأماكن السياحية في بيروت مليئة بهم. إذا أردت أن تتخلص من مشاهدة السعوديين فعليك البقاء في المملكة. البلد الوحيد الذي يتخفى فيه السعوديون عن بعضهم البعض. النساء يلبسن العباءات السود والرجال يلبسون الأقنعة. لا يبقى ما تشاهده سوى السواويق الهنود والخدامات اللاتي يركضن خلف الأطفال في الأسواق الفاخرة. قلت في مقال سابق (أتأمل في النساء السعوديات). أثارت هذه العبارة بعض الناس. هؤلاء الذين ربتهم الصحوة على أن من ينظر للمرأة لا ينظر إليها إلا بعين الشهوة حتى زوجة شقيقه. عندما كنتُ في بيروت لم أتأمل في النساء كنساء . تأملت في أدائهن. الفرق بين المرأة والرجل أن ما يفعله الرجل هو قرار الرجل نفسه. بينما قرار المرأة في جزء كبير منه يمليه عليها الرجل. عندما أتأمل في المرأة في الواقع أنا أتأمل في الرجل. أتأمل في الثقافة. الزاوية التي يدرك منها بعض الرجال حقيقة وجوده في هذا العالم. البعد الوحيد الذي يشغل أدمغتهم. تأملي في المرأة السعودية لا علاقة له بإحساسي كرجل. إذا أردت أن أتأمل في النساء أعرف أين أحصل عليهن ، وأعرف كيف أخفي سلوكي الشخصي. بصحبتي، ولله الحمد، امرأة واحدة منذ عشرين سنة. لم أبدلها ولم أغيرها ولم أخنها ولم أتزوج عليها. لا أتفاخر بهذا فلست وحدي. هذا هو السلوك الطبيعي للإنسان السوي. لا أعرف ليبراليا حتى الآن تزوج على امرأته. بعضهم بلغ الخمسين والستين والسبعين، أغنياء، مازالوا على امرأة واحدة طوال هذه السنين. الشيء الغريب أن هؤلاء متهمون بالشهوانية. أقترح لكي نفض الحقيقة أن نحدد من هم الشهوانيون (لتعرف المرأة السعودية وخاصة المرأة التي خدعوها بقولهم درة مكنونة). نعمل قائمة بأسماء الدعاة والكتاب الإسلاميين والمنافحين عن الدرة المكنونة ثم نعمل بإزائها قائمة أخرى بأسماء كتاب الصحف الليبراليين والمثقفين. نضع أمام كل واحد من الطرفين بياناً بعدد زوجاته. كم مرة تزوج هذا على امرأته سرا وكم مرة تزوج في حياته ، وكم امرأة في عصمته الآن. هذه أسهل طريقة لنعرف من هو الشهواني الذي ملأ الأرض أطفالا يكرهون بعضهم بعضا؟ أطفال ينتهون إما مشردون في الشوارع أو في المحاكم يتقاتلون على تركته بوحشية ديدان القبر المنقضة على جثته.