أبان الدكتور زياد الدريس، سفير المملكة لدى منظمة اليونسكو، أن تسجيل (الدرعية التاريخية) في لائحة التراث العالمي لم يكن أمراً سهلا ً أو يسيرا، بل أنه وصل الحال بالوفد السعودي المشارك في مؤتمر لجنة التراث العالمي الذي انعقد في البرازيل الأسبوع الماضي، إلى الشعور في بعض لحظات المؤتمر بأن الوضع أصبح معقدا وصعبا، لكن بعد مضي نصف ساعة من النقاش حول الموقع، الذي استمر ساعة ونصف، بدأت الأمور تنفرج قليلا وتتضح جدوى التحركات الدبلوماسية ما قبل الاجتماع والردود الفنية أثناء الاجتماع، حتى تحقق الهدف بحمدالله وأعلنت رئاسة اللجنة عن قبول تسجيل الموقع السعودي في اللائحة العالمية. وفي مجال المقارنة بين أوضاع المواقع السعودية الثلاثة المقدمة إلى منظمة اليونسكو، أشار الدريس إلى أن موقع مدائن صالح (الذي سجل عام 2008 م) كان هو الأسهل مقارنة بما سيليه ، وأن موقع جدة التاريخية (الذي سيناقش عام 2011 م) سيكون هو الأصعب بالنظر إلى حالة الموقع المأهول بالسكان والذي تعرض إلى عدد من حوادث الانهيار والحريق والاستخدام السيئ للموقع من لدن فئة من ساكنيه الذين لا يدركون أبعاده التاريخية والتطلعات المرسومة للحفاظ عليه كمكنون ثقافي وطني يراد له أن يكون عالميا ً بإذن الله، وأن القرارات التي وجه بها سمو أمير منطقة مكةالمكرمة الأسبوع الماضي ستخفف من تعقيدات وضع الموقع، وخصوصا منها قرار تعيين إنشاء بلدية مستقلة جدة التاريخية وتعيين رئيس لها. وأكد السفير السعودي لدى اليونسكو أن تسجيل المواقع الآثارية في لائحة التراث العالمي هو امتياز ثقافي تمنحه هذه المنظمة الدولية الكبرى (اليونسكو) المعنية بثقافة وتراث وذاكرة العالم. لكن هذا الامتياز الذي يعود على الموقع والدولة بمكاسب معرفية ومادية ومعنوية، ينطوي بالمقابل على التزامات وضوابط يجب إتباعها، وإلا أصبح الموقع مهددا بإسقاطه من اللائحة ، من خلال الإجراءات التي تتخذها اللجنة لاحقا ً بشأن مراجعة المواقع المسجلة وتحويلها إلى لائحة المواقع المهددة بالخطر أو إسقاطها من اللائحة إذا أصرت الدولة العضو على عدم الالتزام بضوابط اليونسكو ومركز التراث العالمي التي لا تقل أهميتها فيما بعد التسجيل عنها فيما قبل التسجيل، ويأتي في مقدمة تهديدات الموقع إنشاء مبان جديدة داخل الموقع المسجل أو في المنطقة الحامية له (البفر زون) مما يؤثر على أصالة الموقع الذي هو من أهم المعايير التي اختير على ضوئها أي موقع جديد في اللائحة. وفي ختام تعليقه، أشاد د. زياد الدريس بالتعاون المتكامل والمثمر من الهيئة العامة للسياحة والآثار برئاسة الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز مع اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم برئاسة سمو وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد ومعالي نائبه الأستاذ فيصل بن معمر، في دعم مساعي المندوبية الدائمة لدى اليونسكو لتنشيط وتفعيل الحضور السعودي في المنظمة، وتحديدا في مجال الحفاظ على التراث المادي وتمنى أن يحظى الحفاظ على التراث غير المادي للمملكة بنفس الاهتمام.