استبعد محللون حدوث تصعيد في منطقة الحدود على الرغم من خطورة المواجهات التي وقعت الثلاثاء بين جنود إسرائيليين ولبنانيين، معتبرين أن لا إسرائيل ولا لبنان ولا حزب الله يرغبون في مواجهة جديدة. وقال غسان العزي استاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية "كان أمام إسرائيل فرصة ذهبية لتوسيع نطاق القصف وكان أمام حزب الله ذريعة كبيرة للقول: إنه يريد الدفاع عن البلاد"، وأضاف "لا أحد جاهز للحرب". لكن هذه المواجهات التي لم يشارك فيها حزب الله، كشفت هشاشة الوضع على الحدود بين البلدين اللذين ما زالا في حالة حرب وبرهنت على أن أيا من الطرفين لا يرغب في دفع الأمور إلى الانفجار. وكتبت صحيفة النهار أمس "رغم المحاذير التي تركبها عوامل متفجرة على أبواب الخريف المواجهة الجنوبية لا تنذر بتفلت لبناني أو إقليمي". وأكدت ضرورة "عدم المبالغة في إعطاء الاشتباكات في الجنوب أكثر من حجمها". من جهته، قال مدير المركز اللبناني للدراسات السياسية أسامة صفا "لا أرى تصعيدا في مستقبل قريب". وأضاف أن "الجيش اللبناني لن يكون من يبدأ الحرب في الجنوب والعوامل الضرورية لحرب لم تجتمع". وقال العزي: إن "الجانبين أبديا تحفظات ليقولا إنهما غير مستعدين" لحرب. وبعد الاشتباك، حذرت إسرائيل لبنان لكنها سعت إلى تهدئة الأوضاع في الوقت نفسه. كما حذرت أمس من خطر تصاعد تأثير حزب الله على الجيش اللبناني بعد يومين على هذه المواجهات بين جنود إسرائيليين ولبنانيين التي أسفرت عن سقوط أربعة قتلى. لكن المراقبين يرون أن الأمر ليس مسألة محلية. وصرح أسامة صفا "إذا أردتم أن تعرفوا ماذا سيجري في جنوب لبنان فعليكم متابعة المواجهة بين إيران والأسرة الدولية". ففي ذات الإطار عبر زعيم " التيار الوطني الحر" المسيحي ميشال عون أمس عن صدمته بالأنباء التي تحدثت عن اعتقال أحد قادة التيار للاشتباه بتجسسه لمصلحة إسرائيل. والعميد كرم هو منسق "التيار الوطني الحر" في شمال لبنان وسبق له أن خاض معركة الانتخابات النيابية عام 2005 لكنه فشل بالوصول إلى الندوة البرلمانية. وقال عون "من السذاجة أن يتفاجأ المرء بأعمال كهذه لكن أكثر ما يفاجئنا هو الشخص". وأضاف" الذي لا يتوقّع وقوع أحداث كهذه سخيف وساذج تماماً كالشخص الذي يكون دائماً في حالة خوف".