شدّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على "الضرورة المطلقة لمنع اشتعال" الوضع بين إسرائيل وحزب الله في لبنان. وقال قصر الإليزيه في بيان إنّ ماكرون "أعرب مجدّداً عن قلقه البالغ إزاء تصاعد التوترات بين حزب الله وإسرائيل على طول الخط الأزرق وشدّد على الأهمية المطلقة لمنع اشتعال للوضع من شأنه أن يلحق ضرراً بمصالح كلّ من لبنان وإسرائيل، وأن يشكّل تطوراً خطراً بشكل خاص على الاستقرار الإقليمي". وشدّد الرئيس الفرنسي، وفق البيان، على "الحاجة الملحّة لجميع الأطراف للمضي قدماً وبسرعة نحو حلّ دبلوماسي، وذكّر بضرورة التحلّي بأكبر قدر من ضبط النفس". وأشارت الرئاسة الفرنسية في بيانها إلى أنّ ماكرون ونتانياهو "تباحثا في الجهود الدبلوماسية الجارية في هذا الاتجاه"، عشية وصول آموس هوكستين، مبعوث الرئيس الأميركي جو بايدن، إلى باريس. ويعمل قصر الإليزيه منذ أشهر مع وزارة الخارجية لتجنّب التصعيد بين لبنان وإسرائيل. وفي أواسط يونيو، أجرى هوكستين جولات مكوكية بين إسرائيل ولبنان في محاولة لاحتواء التصعيد بين الجانبين، بانتظار وقف إطلاق النار في غزة الذي من شأنه أيضا تهدئة الجبهة بين حزب الله وإسرائيل، وفقاً لمصدر حكومي لبناني. وتحاول باريس، بالتنسيق مع واشنطن، إيجاد حلّ تفاوضي استناداً إلى القرار 1701 الذي أصدره مجلس الأمن الدولي وأنهى حرب العام 2006 بين حزب الله وإسرائيل والذي ينصّ على حصر الانتشار المسلّح في جنوبلبنان بالجيش اللبناني وقوات اليونيفيل الأممية. وشدّدت الرئاسة الفرنسية على أنّ "اليونيفيل تشكّل عنصراً أساسياً في هذا الحلّ ويجب الحفاظ على أمنها وحرية عملها". في غضون ذلك أعلن حزب الله اللبناني إطلاق عشرات الصواريخ على شمال الدولة العبرية "رداً" على مقتل لبناني في غارة جوية إسرائيلية على قرية حدودية في جنوب البلاد. ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق للحركة في السابع من أكتوبر، يجري تبادل إطلاق نار شبه يومي بين حزب الله والجيش الإسرائيلي عبر حدود لبنانالجنوبية. وقال حزب الله إنه أطلق عشرات الصواريخ من نوع كاتيوشا على ثكنة كريات شمونة "رداً على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة... خصوصاً بلدة الزلوطية ومقتل مدني". من جهته، أشار الجيش الإسرائيلي إلى اعتراض "عشرة مقذوفات" من بين "حوالى 15 مقذوفاً أُطلق من لبنان"، مضيفاً أنّ الهجوم لم يسفر عن وقوع إصابات. وكانت الوكالة الوطنية للإعلام أفادت في وقت سابق بمقتل مدني في غارة إسرائيلية على بلدة البستان. وقال رئيس بلدية البستان عدنان أحمد إنّ الضحية محي الدين أبو دله مزارع في الخمسينيات من عمره، مشيراً إلى أنّ الغارة "ضربت البيت... وآلياته الزراعية". ووصف وزير الزراعة عباس الحاج حسن عبر منصة إكس، أبو دلة بأنّه "مزارع لبناني قاوم الاحتلال من خلال صموده في أرضه، وقدم حياته شهيداً". من جهته، قال الجيش الإسرائيلي في بيان زعم فيه إنّه "حدّد إرهابياً لدى دخوله إلى مبنى عسكري تابع لحزب الله" في منطقة يارين الحدودية. وأضاف "بعد فترة وجيزة، قصفت الطائرات الإسرائيلية المبنى العسكري .