استقدمتها بأبهظ الأثمان من دولة آسيوية معروفة بالفيضانات والزلازل والابتلاءات ذائعة الصيت. ولولا الأحوال والظروف المتقلبة ماوطأت خادمة بعقبيها داري! هيأت لها المكان وكأنها ملكة آمرة ناهية، فراش وثير وجهاز تكييف ومدفأة وخزانة ومنضدة وثياب خدمة وهندام عيد وحسن ظن ومعاملة وحنان فياض واحترام وشكر وتقدير ونوم وراحة ودلال معقول ورواتب مدفوعة وتكاليف علاجية من مالي الخاص بكل ترحيب، وجهاز جوال تهاتف ذا وذاك وتحدث رجلاً وآخر وعناد ومكابرة بالآثام وحينما نوجه إليها النصيحه أو ننبهها بسوء ماتجرح نجدها للخير والصلاح عاصية. الطفل الرضيع لاتقر به بل أنا أعتني به أغذيه وأهدهده، وفطور الصباح أنا أعده للأسرة وأودعهم لأعمالهم ومدارسهم وهي بالنوم متنعمة وكل ذاك أراعي جانب الله فيها والجانب الإنساني السامي غير أنها شجرة لاتطرح إلا رؤوس الشياطين. وفي ذات نهار نقضت الميثاق الذي بيننا وبينها وخانت الأمانة وهاتفت رجلاً من جنسيتها وهربت معه تاركة الباب مشرعاً والمنزل فوضى تبوح بحقدهاعلى ما أنعم به الله علينا فمن يخمد حر قلبي وقهر جهدي وعطائي يا أنظمة وطني وياحقوق الإنسان فلو كان ما فعلت ناتجاً من سوء معاملة للجأت إلى الشرطة أو القضاء أو السفارة أو المكتب ولو كان ما فعلت ناتجاً من عنف واعتداء لذهبت إلى المستشفى وأجرت تقريراً طبياً يدين الواقعة لكنها ماتغربت إلا للرذيلة والرذيلة طبعها ولعلمها أن الأنظمة والعقوبات تربت عليها وتواسيها لاتخافي ولاتحزني فأنت السيدة وصاحبة المنزل هي الخادمة ولا ناصف لحقوقها في البلاد!