قلت لنفسي بأنني أريد أن أكتب موضوعاً بأسلوب رقيق، وبتفاصيل ناعمة خاصة للجنس الناعم. سأتحدث بلسانهن فهن رشحنني أن أكون سفيرة لهن وخاصة في هذا الموضوع وهو موضع "تأخر سن الزواج لدى الفتيات" أو بالعامية موضوع العنوسة صدقوني لو قلت لكم بأني جلست يوماً كاملاً وأنا أتودد وأستعطف الحروف أن تمنحي كلمة أو عبارة أو جملة وفي كل مرة ترفض الحروف أن تبعد جو الجفاف عن فكري وقلمي، وأكثر من مرة توقف قلمي عن النقش فوق أسطر أوراقي ! وكل فكرة تظهر بالسطر الأول ولكنها لا تكتمل ! عجيب أمر الحروف فهي رقيقة كالأنثى تخاف أن تؤذيها لو نطقت وتكلمت ولكنني وعدتها بإتقان استخدامي فاستجابت لي .... لقد دعا الإسلام للزواج وحث عليه ورغبت فيه كل الأديان السماوية لكل من كان مستطيعاً قادراً عليه وعلى مؤونته وأما من لم يستطع الزواج لعجزه رجلاً كان أو امرأة فعلية بالصوم، الزواج عصمة من الرذيلة والخطيئة وفيه حصانة للشرف ثم إلى جانب هذا فيه المودة والسكينة، والرحمة والسعادة والامتناع عنه متعمداً أمر غير شرعي (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَما كُتِبَ على الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون) 183 سورة البقرة . والواقع أن بعض المجتمعات الإسلامية تواجه ظاهرة اجتماعية متعلقة بالزواج وهى تأخر زواج الفتيات، هذه الظاهرة تتسم بها بعض المجتمعات الإنسانية إن اختلفت من مجتمع لآخر ، وقد تشكل هذه الظاهرة مشكلة اجتماعية أساسية في مجتمع بينما قد تعد في مجتمع آخر أمراً طبيعياً لا يستدعي أي نوع من القلق الاجتماعي . وأقول ان تأخر الزواج وليست العنوسة لأن تأخر زواج الفتاة بضعة أعوام عن قريناتها لا يعني إطلاقا أنها أصبحت عانسا فالعنوسة ليست تأخر قطار الزواج وإنما تعني فواته. فمن الظلم أن نطلق على من تخطت الثلاثين أو الأربعين لقب عانس فهو مصطلح. أما في المملكة العربية السعودية فنجد أن مشكلة تأخر زواج الفتيات هي من المشكلات الأسرية. الثانية بعد ظاهرة الطلاق التي تثير قلق الجميع، فقد امتدت ظاهرة تأخر زواج الفتيات في المملكة لتشمل نحو ثلث عدد الفتيات السعوديات، وأن عدد الفتيات اللائي لم يتزوجن وتجاوزن سن الزواج اجتماعياً (30 عاماً) بلغ حتى نهاية 1999م نحو مليون و 59 ألفاً و481 فتاة، وأن عدد المتزوجات في السعودية بلغ مليونين و638 ألفاً و 574 امرأة من مجموع الإناث البالغ أربعة ملايين و 572 ألفاً و 231وفي نهاية 2005م بلغ عدد الفتيات اللائي لم يتزوجن وتجاوزن سن الزواج نحو مليون و 988 ألف فتاة تقريباً، مقارنة بمليونين و 912 ألف امرأة في المملكة، ويبلغ مجموع عدد الإناث في المملكة قرابة سبعة ملايين أنثى، وفقاً لتعداد السكان الأخير . فمن وجهة نظري الشخصية ليس من العدل أن نعد تأخر سن الزواج مشكلة أو كارثة فالزواج ليس له عمر محدد فالمرأة تستطيع أن تتزوج وهي في أي عمر، فظاهرة تأخر الزواج مرتبط بأمور عديدة لها علاقة بالتحضر والتطور النفسي،والعلمي والثقافي والاجتماعي وأصبح للمرأة تطلعات في تكوين نفسها وصقل شخصيتها أولاً ليس معنى كلامي بأنها لا تريد أن تكون زوجة وأمّاً لا بالعكس فهي متشوقة في الارتباط برجل يكملها ويرتقي بها فمجتمعنا يحتاج إلى نشر الوعي و التثقيف بأن تأخر سن الزواج لابد ألا ينظر بمنظور سلبي جاهلي فنحن في القرن الواحد والعشرين فالمتطلبات والاحتياجات والرغبات اختلفت فيجب ترك العادات والتقاليد القاسية التي لا تزال موجودة و التي تعيق الزواج وتصعبه فالدين الحنيف أمر بتسهيل الأمور، وتيسيرها ومن وجهة نظري فان تأخر سن الزواج راجع إلى عادات وثقافات تنتشر بين أوساط المجتمع السعودي مع الأسف فالحضارة ترفض مثل هذه العادات الجاهلية فلابد أن نتحد رجل وامرأة لاقتلاع جذورها. فالمرأة تلك الأنثى المعطاءة كالأرض وكالشمعة مهما تثقفت وتنورت فهي تظل شمعة تنير بحنان وتواضع شكرا لحروفي التي أهدتني ثقتها . *دراسات عليا دكتوراه