أكد رئيس الجمعية السعودية لأمراض السكري الدكتور عبدالرحمن الشيخ أن المملكة شهدت ارتفاعاً هائلاً في معدلات إصابة مواطنيها بمرض السكري، كاشفاً أن الإحصاءات المسجلة تشير إلى ارتفاع نسبة المصابين بالمرض من 2 و5 في المئة مطلع الثمانينات الميلادية وصولاً إلى أكثر من 14% وفق آخر الإحصائيات التي نشرتها وزارة الصحة. وأوضح الشيخ أن من أهم أهداف علاج السكري هو منع مضاعفات المرض المزمنة، مثل نزيف العيون، وفقد البصر، وتقرحات القدم وبترها، والفشل الكلوي، وجلطات القلب والدماغ. وقال الدكتور الشيخ إنه ثبت بالدراسات أن علاج السكري بنوعيه الأول أو الثاني، والمحافظة على المعدلات القريبة من الطبيعية تمنع أو تخفف من حدوث هذه مضاعفات المرض. وأشار إلى وجود عدة علاجات جديدة لأمراض السكري، مشدداً على ضرورة استخدامها وفق وصفة طبية، منبهاً إلى أن هذه العلاجات الجديدة ليست بديلة للعلاجات القديمة، بل تضاف إليها في حالة عدم التحكم في معدل السكري. وعن نوعية الأدوية المستخدمة في علاج السكري، أشار الشيخ، إلى وجود مجموعات مختلفة للأدوية، من بينها مجموعة من الأدوية التى تنبه خلايا البنكرياس إلى إفراز الأنسولين، إلى جانب مجموعة ثانية تحسن كفاءة الأنسولين في الجسم، وتثبط امتصاص السكريات من الجهاز الهضمي إضافة إلى الحقن بالأنسولين. أما النوع الثاني من السكري فهناك ما يركز في إعادة التوازن بين هرمون الأنسولين والهرمون المضاد له وهو هرمون "الجلوكاجون" الذي يرفع مستوى السكر في الدم، ويضاد عمل الأنسولين، ويساعد على إعادة التوازن المفتقد بين مستوى الهرمونين لدى مريض السكري، كما يساعد على تقوية خلايا البنكرياس في الوقت نفسه ولا يزيد الوزن بل يقلل من الرغبة فى تناول الطعام ما يساعد على الالتزام بالحمية. وعن الأعراض الجانبية لعلاجات السكري أشار إلى أن علاجات السكري لها آثار جانبية، كأي عقاقير طبية أخرى، إلا أن فائدتها أكثر من مضاعفاتها، محذراً من أن منها ما يصلح لمريض ولا يصلح لمريض آخر من حيث الفعالية، والقدرة على التحكم في السكري، وكذلك منها ما لا يصلح في حالة وجود قصور في الكلى أو القلب أو الكبد، ما يوجب تناول هذه العلاجات تحت الإشراف والمتابعة الطبية. وأكد رئيس الجمعية السعودية لأمراض السكري أن هذه الأعراض تعد ضئيلة، مثل الغثيان، وأحياناً التهاب البنكرياس، مشيراً إلى أنه مقابل تلك الأعراض فإن فعالية هذه العلاجات الجديدة تعد ممتازة، خاصة إذا انخفض وزن المريض، موضحاً أنها تأتي على شكل حبوب أو إبر، وتم خفض كمية الأنسولين عند استخدامها لمستخدمي الأنسولين من النوع الثاني. وشدد الدكتور الشيخ على أنه مقارنة بالعلاجات السابقة، تعد هذه العلاجات إضافة لها في حالة عدم الوصول إلى المعدلات المطلوبة وليست بديلة لها، ولأنها علاجات جديدة يجب عدم الاستعجال في استخدامها كعلاج أولي، مؤكداً عدم التأخير في استخدام الأنسولين في علاج النوع الثاني، حيث إن معظم المصابين بالمرض يقل معدل الأنسولين لديهم. وأضاف أن النوع الثاني من مرض السكري يعتمد علاجه كلياً على الرياضة والحمية، ومن ثم استخدام العقاقير الطبية، وظهرت في الآونة الأخيرة علاجات جديدة تعمل على إفرازات من المعدة والأمعاء تساعد في التحكم في السكري، بزيادة إفراز الأنسولين، وكذلك تخفيض الوزن.